للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: " وأصبح الذين تمنّوا مكانه بالأمس من الدنيا وغناه وكثرة ماله، وما بسط له منها بالأمس ـ يعني قبل أن ينزل به ما أنزل من سخط الله وعقابه ـ يقولون ويكأن الله " ((١)) .

وقال سيد قطب: " وقفوا يحمدون الله إن لم يستجب لهم ما تمنوه بالأمس، ولم يؤتهم ما أتى قارون، وهم يرون المصير البائس الذي انتهى إليه بين يوم وليلة، وصحوا إلى أن الثراء ليس آية على رضى الله فهو يوسع الرزق على من يشاء من عباده ويضيقه لأسباب أخرى غير الرضى والغضب، ولو كان دليل رضاه ما أخذ قارون هذا الأخذ الشديد العنيف " ((٢)) .

٤. {لَوْلا أن مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا} :

قال ابن كثير: " لولا لطف الله بنا وإحسانه إليه لخسف بنا كما خسف به لأنا وددنا أن نكون مثله " ((٣)) .

٥. {وَيْكَأنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} :

وروى ابن أبي حاتم عن قتادة يقول: أو لا يعلم أنه لا يفلح الكافرون ".

وفي رواية أخرى عن قتادة بلفظ " أو لا يرى أنه لا يفلح الكافرون " ((٤)) .

٦. {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} :

قال الرازي " " فتعظيم لها، وتفخيم لشانها، يعني تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها، ولم يعلق الوعد بترك العلو والفساد، ولكن بترك إرادتها وميل القلب إليها، فعن علي (- رضي الله عنه -) : (إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها) ((٥)) .


(١) جامع البيان: ١٠ /١١٢.
(٢) في ظلال القرآن: ٦/ ٣٧٨.
(٣) تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٤٠١.
(٤) تفسير ابن أبي حاتم: ٩/ ٣٠٢٢.
(٥) مفاتيح الغيب: ٣/ ٢٠ - ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>