للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من قبل) " أي: من قبل قصها أثره " ((١)) .

٨. {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} :

قال ابن عاشور: " الفاء فصيحة تؤذن بجملة مقدرة، أي: فأظهرت أخته نفسها كأنها مرت بهم عن غير قصد، وإنما قالت ذلك بعد أن فشا في الناس طلب المراضع له، وتبديل مرضعة عقب أخرى، حتى عرض على عدد كثير في حصة قصيرة، فعرضت أخته سعيها في ذلك بطريق الاستفهام المستعمل في العرض تلطفاً مع آل فرعون، وإبعاداً للظنة عن نفسها " ((٢)) .

يقول الباحث: إن أخت موسى قالت: هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ولم تقل على أم ترضعه؟ فلماذا كان ذلك؟

وقال البقاعي: " لتوسع دائرة الظن " ((٣)) ، أي: أرادت أن تبعد معرفتها بهذه المرأة المرضعة وصلتها بالطفل الرضيع.

وذكر الآلوسي تخريجاً آخر " وهو أن المراد بذلك امرأة من أهل الشرف تليق بخدمة الملوك " ((٤)) .

والذي أراه أن المعنى الأول اقرب لأن الموقف صعب جداً على أخت موسى، فأرادت بأي طريقة أن تخفي هوية هذا الطفل، وهوية المرضعة.

(يكفلونه) " أي: يضمونه ويقومون بشؤونه ويرضعونه " ((٥)) .

(وهم له ناصحون) : أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: " فأخذوها فقالوا: ما يدريك ما نصحهم له وشفقتهم عليه؟ هل تعرفونه؟ حتَّى شكوا في ذلك، فقالت: نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في صهر الملك رجاء منفعة فأرسلوها " ((٦)) .


(١) محاسن التأويل: ١٣ /٤٦٩٨.
(٢) التحرير والتنوير: ٢٠ /٨٣.
(٣) نظم الدرر: ٥/ ٤٦٩.
(٤) روح المعاني: ٢٠ /٥٠.
(٥) التفسير الفريد للقرآن المجيد. د. مُحَمَّد فريد وجدي. الطبعة الثالثة. دار الزهراء. القاهرة. ١٩٧٦ م.: ٣ /٢٣٥٨.
(٦) تفسير ابن أبي حاتم: ٩ /٢٩٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>