للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا. نصرة المظلوم واجبة. فسيدنا موسى (- عليه السلام -) انتصر للذي استغاثة ضد ظالمه، لأن نصرة المظلوم واجبة، ولكنها ينبغي أن تكون بقدر ما يندفع به ظلم الظالم وبغيه، ولهذا لما وكز موسى الرجل المعتدي فقضى عليه قال عن فعله هذا إنه من عمل الشيطان، لتجاوز موسى (- عليه السلام -) حدّ الدفاع الشرعي عن المظلوم، وإن كان هذا التجاوز دون قصد ولا عمد من موسى (- عليه السلام -) ((١)) . لذلك قال موسى (- عليه السلام -) : {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} .

وجعل الله القتال لنصره المظلومين واجب شرعي في نص القرآن الكريم قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} ((٢)) .

وقال (- صلى الله عليه وسلم -) : ((المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله)) ((٣))


(١) ينظر المستفاد من قصص القرآن: ١ /٣٦٤.
(٢) سُوْرَة النِّسَاءِ: الآية ٧٥.
(٣) متفق عليه من حديث عبدُ الله بْن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما ـ. صحيح البخاري: باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه ٢ /٨٦٢ رقم (٢٣١٠) . صحيح مسلم باب تحريم الظلم ٤/ ١٩٩٦ رقم (٢٥٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>