للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمكن أن نستفيد من هذه الآية المعاني الآتية:

١.دلت الآيات على الوفاء بالعهد، وأنها من شيم المؤمنين وأخلاق الأنبياء، فقد وفى سيدنا موسى بما قبل على نفسه من شرط، ونفذ سيدنا شعيب ما جعله جزاء لهذا الشرط.

٢.وفي هذه الآية دليل على أن للرجل أن يذهب بأهله حيث يشاء مما يرضي الله لما له عليها من فضل القوّامية وزيادة الدرجة، إلا أن يلتزم لها أمراً، فالمؤمنين عند شروطهم، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج ((١)) .

٣.ونستدل من قول سيدنا موسى {امْكُثُوا} على غيرته الشديدة على زوجته، وهو ما ينبغي أن يكون علية كل إنسان، فسيدنا موسى لما رأى النار لم يعرف مصدرها، فما أراد أن يأخذ أهله إليها لاحتمال وجود خطر، فأراد أن يجازف بنفسه ويعرف مصدرها ثم يرجع إليهم.

٤.يتبين من سياق الآيات أن مسيرهم كان ليلاً، لقوله تعالى: {آنَسْتُ نَارًا} ، فالنار في الليل تُرى من مسافة بعيدة، وهذا ما جعله يرى النار من مسافة بعيدة، ولأن السفر في الليل أستر للعائلة وأسهل في المنفعة.


(١) ينظر الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ٦/ ٤٩٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>