للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدرسة التأويل المنضبط الأصولي التي ظهرت نتيجة لاستجابة علماء الإسلام للتحديات العقيدية والفكرية التي واجهتهم، فهؤلاء التزموا في تفسيراتهم بالقران والسنة، وقواعد اللغة، وقواطع العقل السليم ((١)) . ولكن ظهرت بعض الفرق التي لم تلتزم بمنهج مدرسة التأويل المنضبط منها المؤولة من الفلاسفة وفرق الباطنية، فظهرت آراء غريبة من غير ضابط من النص من القران أو السنة الصحيحة، أو اللغة ولا قواطع الأدلة، في تفاسير غريبة يتقاطع بعضها مع الَقُرْآن الكَرِيم والسنة النبوية لأنها نتاج عقول بشرية، وفي الحديث: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد اخطأ)) ((٢)) .

آراء العلماء في مسالة كلام الله

أولاً ـ ذكر البزدوي ـ رَحِمَه الله ـ أن أهل السنة والجماعة قالوا: إن الله تعالى متكلم بالكلام وهو قديم بكلامه كما هو قديم بجميع صفاته وكلامه غير مخلوق ولا مختلف ولا حادث ولا محدث ((٣))

ثانياً ـ قالت المعتزلة، والخوارج، والمرجئة، والروافض، والمجبرة أن كلام الله تعالى محدث ((٤)) ، وحقيقة الكلام عند المعتزلة أنه حروف منظومة وأصوات مقطعة شاهداً وغياباً، والكلام ليس جنساً أو نوعاً ذا حقيقة عقلية كسائر المعاني، بل هو مجرد اصطلاح لا يكون إلا باللسان، فمن قدر عليه فهو المتكلم، ومن لم يقدر فهو الأعجم الأبكم ((٥)) .


(١) تفسير آيات الصفات: ص ١٣.
(٢) سنن الترمذي: ٥ /١٩٩ رقم (٢٩٥١) وقال الترمذي: وهذا حديث حسن.
(٣) أصول الدين: ص ٥٣.
(٤) الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أُصُوْل الاعتقاد. إمام الحرمين الجويني. ت ٤٧٨ هـ. تحقيق: د. مُحَمَّد يوسف موسى. وعلي عَبْد المنعم عَبْد الحسين. مطبعة السعادة.١٣٦٩ هـ - ١٩٥٠ م. أوفست مَكْتَبَة المثنى. بغداد. (د. ت.) .: ص ١٠٠.
(٥) المعتزلة. زهدي حسن جار الله. مطبعة مصر. القاهرة. ١٩٤٧.: ص ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>