للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أنه قدم ذكره اهتماماً بشأنه فقال: {وَأَخِي هَارُونُ} ، أي: إنه يخاف أن يفوت مقصود الرسالة، إما بقتله، أو لعدم بيانه، فاكتفى بالتلويح في الكفاية من الأول لأنه لا طاقة لأحد غير الله بها، وصرح بما يكفي من الثانية، فكان التقدير: إني أخاف أن يقتلوني فيفوت المقصود ولا يحمني من ذلك إلا أنت، وأن لساني فيه عقده وأخي هارون ... الخ. وزاده في تعظيمه بضمير الفصل فقال: {هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا} ، فنلاحظ هنا وجه أخر من وجوه الإعجاز في الآيات القرآنية هو التناسق والتناسب، فكل حرف وضع بعناية ليؤدي غرضاً بعينة بحيث لو وضعنا غيره لما أعطى المعنى المراد. وشاهدنا ترابط الآيات فيما بينها، وترابط الحروف مع بعضها.

تحليل الألفاظ

١. {أَفْصَحُ} :

الفصاحة: البيان فَصَحَ الرجل فَصَاحَةً فهو فَصِيْح من قوم فُصَحَاء وفِصاح وفُصَح وامرأة فَصِيحة من نسوة فِصاح وفَصَائِح. وتقول: رجل فَصِيح، وكلام فَصِيح، أي: بليغ، ولسان فَصِيح، أي: طلق ((١)) .

٢. {رِدْءاً} :

رِدْأ رَدْأ الشي بالشيء، جعله له رِدْءاً.

وأَرَدَأَهُ: أعانه وترادأ القوم: تعاونوا، وأرْدَأتُه بنفسي إذا كنت له رِدْءاً، وهو العون، وفلان رِدْءٌ لفلان، أي: ينصره ويشد ظهره ((٢)) .

٣. {عَضُدَكَ} :


(١) لِسَان العَرَب: مَادة (فصح) ٢/ ٥٤٤.
(٢) لِسَان العَرَب: مَادة (ردء) ١/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>