للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البقاعي: " ولما كان التقدير فأتاهم كما أمر الله وعاضده أخوه كما أخبر الله ودعواهم إلى الله تعالى، وأظهر ما أمر به من الآيات بنى عليه قوله مبيناً بالفاء سرعة امتثاله {فَلَمَّا جَاءهُمْ} ، أي: فرعون وقومه، ولما كانت رسالة هارون (- عليه السلام -) إنما هي تأييد لموسى (- عليه السلام -) أشار إلى ذلك بالتصريح باسم الجائي فقال {مُوسَى بِآيَاتِنَا} ((١)) .

فنلاحظ مرة أخرى إلى روعة التناسق والتناسب في الآيات القرآنية كذلك الروعة في استخدام الحروف للدلالة على معانٍ لا يمكن أن تعبر عنها الجمل الطويلة.

تحليل الألفاظ

١. {سِحْرٌ} :

قال ابن منظور: هو كل ما لطف مأخذه ودقّ فهو سِحْر والجمع أسْحَار وسَحُور وسَحَرَة يَسْحَرَه سَحْراً وسِحْراً وسحَّرَه. ورجل ساحِر من قوم سَحَرَة وسُحَّار من قوم سَحَّارِين. وأصل السِحْر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لمّا أُري من الباطل في الحق، وخيل الشيء على غير حقيقته ـ وقد سَحَر الشيء عن وجهه، أي: صرفه ((٢)) وعرف الشافعي السِحْر بأنه: " عقد ورقى وكلام يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور وقلبه، أو عقله من غير مباشرة وله حقيقته " ((٣)) .

٢. {مُفْتَرًى} :

الفِرْية الكذب فَرَى كَذِباً فَرْيَاً وافْتَرَاه اختلقه، ورجل فَرِىُّ ومِفْرىً وأنه لقبيح الفِرْيَة، قال الليث: يقال فَرَى فلان الكذب يَفْرِيه إذا اختلقه ((٤)) .

القراءات القرآنية

١. {وَقَالَ مُوسَى} :


(١) نظم الدرر: ٥/ ٤٨٨.
(٢) لِسَان العَرَب: مَادة (سحر) ٤/ ٣٤٨.
(٣) المغني (ابن قدامة) : ٨/ ٢٨.
(٤) لِسَان العَرَب: مَادة (فري) ١٥/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>