للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في القصص القرآنية فائدة عظيمة للكفار والمشركين والعصاة والظلمة والمتكبرين، لكي يروا ما حصل بأمثالهم من الأمم السابقة ليتعظوا قال تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ((١)) .

في قصص القرآن بيان لسنن الله في خلقه من الأمم والجماعات والأفراد، وهي سنن جرت على الماضين، وتجري على اللاحقين ليعتبر بها المؤمنون، فلهذا لا يراد بقصص القرآن الكريم السرد التاريخي للأمم والأشخاص والجماعات، وإنما يذكر منها مواضع العبرة والاتعاظ والتذكر، كما قال تعالى: {وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} ((٢)) ، لذلك لا تذكر الحوادث بالترتيب ولا تستقصى ((٣)) .

في القصص القرآني فائدة كبيرة لأهل الدعوة والدعاة لا غنى لهم عن معرفتها فهي تعرفهم:

مناهج الأنبياء ـ عَلَيْهما السَّلام ـ في دعوة أقوامهم إلى الله وبيان ما أصابهم من أذى في سبيل الله، وكان النصر في نهاية المطاف نصيبهم، وكيف أن الله أظهرهم على عدوهم رغم قلة عددهم. فعلى اللاحقين من المؤمنين عدم اليأس، وليعلموا أن ما أصابهم من أذى قد أصاب من قبلهم، ولكن العاقبة أبداً للمتقين ((٤)) لما قال سبحانه: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} ((٥)) .

وكذلك هناك فائدة أخرى للدعاة، وهي ما اشتملت عليه القصص القرآنية من بيان لما جبلت عليه النفس الإنسانية من غرائز وميول ورغبات وكيف عالج الأنبياء ـ عَلَيْهما السَّلام ـ أحوال الناس وفقاً لهذه الميول والرغبات.


(١) سُوْرَة الأَعْرَافِ: الآية ١٧٦.
(٢) سُوْرَة هُوْد: الآية ١٢٠.
(٣) ينظر محاسن التأويل: ١ /١٤٤. المستفاد من قصص القرآن: ١/ ٧.
(٤) المستفاد من قصص القرآن: ١/ ٧.
(٥) سُوْرَة الأَعْرَافِ: الآية ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>