للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} ((١)) جاء فيها النصّ مفتوح المعنى لاحتمال أن يفهم من خصوصية لآيات الكتاب المنزل على موسى - عليه السلام -، أو على مُحَمَّد (- صلى الله عليه وسلم -) وهذا من إعجاز الأسلوب القرآني وقوله تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ} ((٢)) يدلّ في اختصاص التلاوة برسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) على أنه إنما أريد له التسلية عن مواقف فراعنة قريش من كفارها معه - عليه السلام -)) وكون تلك المواقف سيكون عاقبتها الإلهية عاقبة فرعون.

وقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ} ((٣)) يحتمل الوارثين وراثة قوم موسى ووراثة أصحاب رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) للأرض، وهو ما تحقق بعد فتح مكة لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) فكانت المناسبة ظاهرة بين السنتين الإلهيتين.

وقوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ} ((٤)) جاءت دالة على المناسبة والمقارنة بين من مكن لهم في الأرض من الطائفتين (بني إسرائيل والصحابة الكرام رضوان الله عليهم) فالتمكين في الأرض من الله تعالى هاهنا دال على أنه يدل في دلالته على المناسبة بين رسالة موسى، ورسالة مُحَمَّد (- صلى الله عليه وسلم -) .

وقوله تعالى: {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} ((٥)) فيه تسلية لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) في كون الخطاب محتملاً أن يكون مضارعته لام موسى (- عليه السلام -) ، أو أمر (بالتاء) لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) وهذا من إعجاز النص القرآني.


(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٦.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>