للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك هو الوعد الإلهي الذي تكفل به عزَّ وجلَّ للمؤمنين، وجعله ضمن أشراط الساعة قبل أن تقوم الساعة على شرار الناس، وليس على الأرض من يقول (الله ... الله) ، كما ورد في حديث النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ((١)) .

ونحن نجد أن ضمن الدلالات الاستنباطية من مفهوم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القرآن لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ((٢)) ، يمكن لنا أن نفهم منه، وكما فهم بعض القدماء من قبل أن معاد (مكة المكرمة) مع أنه (يوم القيامة) ـ كما قال المفسرون القدماء ـ ((٣)) فهماً جديداً ذا دلالات جديدة في موضوع (انتصار الإسلام) .

فالمنة الإلهية بفرض القرآن الكريم على رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ اقترنت بلام التوكيد برد الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إلى معاد، يمكن لنا أن نفهمه على أنه انتصار الإسلام مع دلالته الحقيقة على يوم القيامة.

وهذا النص القرآني تعززه شواهد كثيرة في سورة القصص ضمن مبشرات الإسلام بانتصاره، فالدلالة العامة لقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمن عَلَى الذين اسْتُضْعِفُوا في الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ} ((٤)) هي عين الدلالة التي تدل على انتصار الإسلام بعد استضعاف أهله، وإعادة الإمامة العظمى للإسلام ووراثة الإسلام للأرض فينتشر فيها، بعد أن يتمكن المسلمون من الأرض عند زوال قوم الكفر والشرك

(أميركا وإسرائيل ومن تابعهم على حد سواء) .


(١) نص الحديث: ((لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله)) . صحيح مسلم: كتاب الإيمان. كتاب باب ذهاب الإيمان آخر الزمان ١ /١٣١ رقم (١٤٨)
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٨٥.
(٣) ينظر ص: من هذه الرسالة
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>