للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن هذا الاختلاف في إعراب (قُرَّة عَيْنٍ) يستنتج منه أن جعل الجملة (مضافاً ومضاف إليه) هو أرجح الأقوال عندنا لأنه يدلّ على القوة في إقناع امرأة فرعون لفرعون بدلالة الرفع دون أن نقدر أي محذوف.

{لَوْلاَ أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} ((١))

قال مكي بن أبي طالب: " (أن) في موضع رفع والجواب محذوف " ((٢)) .

وقال النَّحَّاس: " (أنْ في موضع رفع، وحُذف الجواب لأَنَّهُ قد تقدم ما يدلّ عليه، ولا سيما وبعده {لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} " ((٣)) .

وقال السمين الحلبي: " جوابها محذوف، أي: لأبدت {لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} متعلق بـ (ربطنا) ، والباء في (به) مزيدة، أي: لتُظْهِرَه. وقيل: ليست زائدة بل سببية، والمفعول محذوف أي: لتُبْدي القول بسبب موسى أو بسبب الوحي، فالضمير يجوز عوده على موسى أو على الوحي " ((٤)) .

ونحن نرى أن المعنى الذي أوجبه اختلاف موضع التقدير في مرفوع (أن) يتوجه إِلى أَنَّ أم موسى اطمأنت بإيمانها بالربط على قلبها دون أنْ نقدر المحذوف الذي قدره ابن السَّمِين الحَلَبِي (أبدت) لأَنَّهُ يخل بالمعنى، وفيه زيادة على النص لا داعي لها.

{بَلَغَ أَشُدَّهُ} ((٥))

قال مكي بن أبي طالب: " (أشدّه) عند سيبويه وزنه أَفْعُل، وهو عنده جمع شدّة، كنعمة وأنعم، وقال غيره هو جمع شدّ من قدّ واقد. وقيل: هو واحد وليس في الكلام اسم مفرد على أفعل بغير هاء إلا اصبعاً في بعض لغاته " ((٦)) .

وقال الأَنْبَارِي: " أشد جمع فيه ثلاثة أوجه:


(١) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ١٠.
(٢) مَشْكِل إِعْرَاب القُرْآن: ١/ ٥٤٢.
(٣) إعراب القرآن (النَّحَّاس) : ٢/ ٥٤٤.
(٤) الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣٣.
(٥) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ١٤.
(٦) مَشْكِل إِعْرَاب القُرْآن: ١/ ٥٤٢.وينظر إعراب القرآن (النَّحَّاس) : ٢ /٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>