للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصُّدْغَيْنِ، وَالشِّرْيَانَانِ اللَّذَانِ بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالسَّبَّابَةِ؛ وَقَدْ أَمَرَ جَالِينُوسُ (١) بِفَصْدِهَا فِي الْمَنَامِ.

فَصْلٌ

وَالْحِجَامَةُ (٢) عَظِيمَةُ الْمَنْفَعَةِ، وَهِيَ أَقَلُّ خَطَرًا مِنْ الْفِصَادَةِ. وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْحَجَّامُ خَفِيفًا رَشِيقًا، خَبِيرًا بِالصِّنَاعَةِ، فَيُخِفُّ يَدَهُ فِي الشُّرُوطِ وَيَسْتَعْجِلُ، ثُمَّ يُعَلِّقُ الْمِحْجَمَةَ (٣). وَتَكُونُ التَّعْلِيقَةُ الْأُولَى خَفِيفَةً سَرِيعَةَ الْقَلْعِ (٤)، ثُمَّ يَتَدَرَّجُ إلَى الْقَلْعِ بِإِبْطَاءٍ وَإِمْهَالٍ. وَيَنْبَغِي لِلْمُحْتَسِبِ أَنْ يَمْتَحِنَ الْحَجَّامَ بِوَرَقَةٍ يُلْصِقُهَا عَلَى آجُرَّةٍ، ثُمَّ يَأْمُرُهُ بِشَرْطِهَا، فَإِنْ نَفَذَ الشَّرْطُ كَانَ ثَقِيلَ الْيَدِ سَيِّئَ الصِّنَاعَةِ؛ وَعَلَامَةُ حِذْقِ الْحَجَّامِ خِفَّةُ يَدِهِ، وَأَلَّا يُوجِعَ الْمَحْجُومَ.

فَصْلٌ

وَقَدْ ذَكَرَتْ الْحُكَمَاءُ أَنَّ الْحِجَامَةَ تُكْرَهُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ [وَفِي آخِرِهِ؛ لِأَنَّ الْأَخْلَاطَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ] (٥) لَا تَكُونُ قَدْ تَحَرَّكَتْ وَلَا هَاجَتْ، وَفِي آخِرِهِ [تَكُونُ] (٦) قَدْ نَقَصَتْ، فَلَا تُفِيدُ الْحِجَامَةُ شَيْئًا. وَإِنَّمَا تُسْتَحَبُّ الْحِجَامَةُ وَسَطَ الشَّهْرِ، إذَا تَكَامَلَ النُّورُ فِي جُرْمِ الْقَمَرِ،


(١) جالينوس (Galens) هو الطبيب المشهور في كتب الطب عند العرب. كان مولده سنة ١٣٠ م في برجاموس (Pergamus) بآسيا الصغرى، وقد تعلم الطب عن أبيه وأمه، وعن الطبيب بيلوب (Pelops) والفليسوف (Albinus) ؛ ثمّ سافر إلى أثينا وروما، وصقلية والإسكندرية، وقبرص ولمنوس، ورحل كذلك إلى الشام، وكل ذلك في طلب العلم. ونال جالينوس شهرة واسعة أثناء إقامته في روما، حيث كتب كثيرًا من مؤلفاته، وعهد إليه الإمبراطور ماركوس أوريليوس (Marcus Aurelius) بتأديب ابنه کومودوس. (Commodus) ؛ وكانت وفاته حوالي سنة ٢٠٠ م بجزيرة صقلية. (ابن أبي أصيبعة: طبقات الأطباء، ج ١، ص ٧١ - ٨٢؛ ابن النديم: الفهرست، ص ٢٨٨ - ٢٨٩؛ القفطي: تاريخ الحكماء، ص ١٢٢؛ Ency. Brit. Art. Galens) .
(٢) الحجامة (Ventouse) امتصاص الدم الفاسد أو الزائد. Dozy: Supp. Dict. Ar.) .
(٣) في ص "المحجبة"، وما هنا من سائر النسخ الأخرى، والمحجمة إناء من النحاس أو الخزف الصينى، أسطواني الشكل، ويستدقّ في النهاية؛ وكان من الإناء يستخدم في قطع نزف الدم في المواضع اللحمية، مثل عضل الساق والفخذ والذراع واليدين والبطن. (الزهراوي: التصريف لمن عجز عن التأليف، ج ١، ص ٨٥).
(٤) المقصود بهذا اللفظ انتزاع المحجمة من موضعها بعد الحجامة. (ابن سينا: القانون، ج ١، ص ٢١٣).
(٥) ما بين الحاصرتين وارد في ل، هـ فقط.
(٦) الإضافة من ل، هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>