للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَصْحَابِهَا، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ حَبَّاتِ الشَّعِيرِ، وَالْحِنْطَةِ فَيَنْقَعُهَا فِي بَعْضِ الْأَدْهَانِ الْمَعْرُوفَةِ، ثُمَّ يَغْرِسُ فِيهَا رُءُوسَ الْإِبَرِ، ثُمَّ [يُجَفِّفَهَا فِي الظِّلِّ (١)]، فَتَعُودَ إلَى سِيرَتِهَا الْأُولَى، وَلَا يَظْهَرُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.

فَصْلٌ

وَالْمِكْيَالُ الصَّحِيحُ مَا اسْتَوَى أَعْلَاهُ وَأَسْفَلُهُ فِي الْفَتْحِ، وَالسِّعَةِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مُحْصَرًا (٢)، وَلَا أَزْوَرَ (٣)، وَلَا بَعْضُهُ دَاخِلًا وَبَعْضُهُ خَارِجًا [وَإِنْ كَانَ فِي أَسْفَلِهِ طَوْقٌ مِنْ حَدِيدٍ كَانَ أَحْفَظَ لَهُ] (٤)، وَيَنْبَغِي أَنْ يُشَدَّ بِالْمَسَامِيرِ، لِئَلَّا يَصْعَدَ فَيَزِيدَ، أَوْ يَنْزِلَ فَيَنْقُصَ، وَأَجْوَدُ مَا عُيِّرَتْ بِهِ الْمَكَايِيلُ الْحُبُوبُ الصِّغَارُ الَّتِي لَا تَخْتَلِفُ فِي الْعَادَةِ، مِثْلُ الْكُسْفُرَةِ، وَالْخَرْدَلِ، وَالْبِزْرِ قُطُونًا (٥)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَيَكُونُ فِي كُلِّ حَانُوتٍ ثَلَاثَةُ مَكَايِيلَ، مِنْهَا مِكْيَالٌ، وَنِصْفُ مِكْيَالٍ، وَثُمْنُ مِكْيَالٍ؛ لِأَنَّ الْحَاجَةَ تَدْعُو إلَى اتِّخَاذِ ذَلِكَ.

وَيَنْبَغِي لِلْمُحْتَسِبِ أَنْ يُجَدِّدَ (٦) النَّظَرَ فِي الْمَكَايِيلِ، وَيُرَاعِي مَا يُطَفِّفُونَ بِهِ الْمِكْيَالَ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَصُبُّ فِي أَسْفَلِهِ الْجِبْسَيْنِ الْمُدْبِرِ (٧) فَيُلْصِقُ بِهِ لَصْقًا لَا يَكَادُ يُعْرَفُ، وَمِنْهُمْ مِنْ يُلْصِقُ فِي [أَسْفَلِهِ] (٨) وَجَوَانِبِهِ الْكُسْبَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ لَبَنَ التِّينِ وَيَعْجِنُهُ بِالزَّيْتِ حَتَّى يَصِيرَ فِي قَوَامِ (٩) الْمَرْهَمِ، ثُمَّ يُلْصِقُهُ فِي دَاخِلِ الْمِكْيَالِ فَلَا يُعْرَفُ.

وَلَهُمْ فِي مَسْكِ الْمِكْيَالِ صِنَاعَةٌ يَحْصُلُ بِهَا التَّطْفِيفُ، فَلَا يَدَعُ التَّجَسُّسَ عَلَيْهِمْ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.


(١) في س "ثم يجفف"، وما هنا من ل، هـ.
(٢) في س "مخضرا"، وما هنا من ص، م، والمعنى أن يكون ضيقا في الوسط. (القاموس المحيط).
(٣) الأزور هو المائل، والمقصود عدم استواء جوانب المكيال. (لسان العرب).
(٤) ما بين الحاصرتين وارد في ل، هـ، ما عدا كلمة "اسفله" فإنها وردت في هـ "اعلاه".
(٥) البزرقطونا لفظ يصح فيه المد والقصر، وهو نبات لا يتجاوز ارتفاعه ذراعا، ولا يستعمل منه إلا بذوره، وتكثر زراعته في مصر والشام. (الرشيدي: عمدة المحتاج في علمى الأدوية والعلاج، جـ ٤، ص ٦٩٨).
(٦) في س "يجرد"، وما هنا من ص، هـ، ع.
(٧) الجبسين حجر رخو براق، منه أبيض وأحمر وممتزج بينهما، وله خاصية التجفيف، فيدخل في تركيب بعض الأدوية التي تمنع النزيف. (ابن البيطار: المفردات، جـ ١، ص ١٥٩).
(٨) ما بين الحاصرتين وارد في ل فقط.
(٩) القوام في كتب الطب صيرورة الشيء السائل ثخينا. (النويري: نهاية الأرب، جـ ١٢، ص ١٤٧، حاشية ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>