للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملحق الأول:

إشهاد على أهل الذمّة، وقد انفردت المخطوطة هـ (فينا) دون غيرها من المخطوطات الأخرى بإيراده، في نهاية الباب التاسع والثلاثين منها (انظر ما سبق، ص ١٠٧، حاشية ٦)، ونصه: -

نسخه إشهاد على أهل الذمّة

أُشْهِد عليه كلّ من فلان وفلان، النصارى الملكيين (١) واليعاقبة (٢)، واليهود الرَّبَّانين (٣) والقرَّاءين (٤) والسامرة (٥)، شهود للإشهاد الشرعيّ أنه قال: سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهالينا وأهل ملّتنا، وشرطنا لكم على أنفسنا ألّا نُحْدث في


(١، ٢) هذه التسمية - ويقال الملكانيون والملكانية أيضا، وهي الأكثر استعمالا - مشتقة من لفظ الملك، والملك المقصود هنا الإمبراطور مرقيان (Marcianus) باعتباره ملكا على الدولة الرومانية في القرن الخامس الميلادي، أو هي مشتقة من اسم الإمبراطور نفسه، وذلك حسبما قال القلقشندي (صبح الأعشى، ج ١٣، ص ٢٧٦)، وعلى هذا الفرض تكون التسمية بدأت برسم "المرقانية"، ثم حرَّفها الاستعمال إلى "ملكانية"، وهو فرض مقبول. والملكانية اتباع المذهب الذي تمخض عنه المجمع الديني الذي عقد بمدينة خلقدونية (Chalcedon) بآسيا الصغرى سنة ٤٥١ م، ولذا يسمي باسم الخلقدوني أيضا، وهو الذي صار مذهبا رسميا للدولة الرومانية في تلك الأزمنة المسيحية الأولى، وأساسه أن للمسيح عليه السلام طبيعتين، أي إلهية وبشرية. وهذا يختلف عن مذهب اليعاقبة - أو اليعقوبيين - القائم على أساس أن للمسيح عليه السلام طبيعة إلهية واحدة، وهو المذهب الذي ساد عصر والشام وبعض بلاد المشرق التي رنت إلى شيء من الاستقلال بشئونها السياسية والدينية؛ وقد عرف ذلك المذهب أولا باسم المذهب المونوفيزتي - أي مذهب الطبيعة الواحدة، ثم غلبت عليه التسمية الواردة بالمتن نسبة إلى زعيم المونوفيزتية في القرن السادس الميلادي، وهو يعقوب البراذعي (Jacob Baradeus) المتوفي سنة ٥٧٨ م. انظر المقريزي: السلوك، ج ١، ص ٩١٣، حاشية ٥؛ وكذلك (Dictionary of Religion and Ethics).
(٣، ٤، ٥) الربانية - ويقال لهم الربانيون أيضا - طائفة كبيرة من اليهود، وهي تعوَّل في أحكام الشريعة على ما في التلمود، ولا تحفل كثيرا بالنصوص الإلهية، متبعة لآراء من تقدمها من الأحبار. أما القرَّاء - وهم القراءون في العصر الحاضر - فإنهم يخالفون الربانية، ويُحَكّمون نصوص التوراة، ولا يلتفتون إلى قول من خالفها. وأما السامرة فليسوا أصلا من اليهود، وإنما هم من قبائل السامرة التي سكنت أولا بلاد الدولة الفارسية، ثم انتقلت إلى الشام واتصلت باليهود؛ وهم ينكرون نبوة داود ومن تلاه من الأنبياء، ويعتبرون أن التوراة التي في أيدي اليهود ليست توراة موسى عليه السلام. (المقريزى: الخطط - طبعة النيل - جـ ٤، ص ٣٦٨ - ٣٧١)؛ راجع أيضا (Samaritans Ency. Isl. Art .).

<<  <  ج: ص:  >  >>