للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلّاية (١) ولا صومعة لراهب، ولا نُجَدِّدَها إذا خربت، ولا نُحْيي ما كان منها في خطط المسلمين. ولا نمنع كنائسنا وأديرتنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل أو نهار، وأن نُوسِّع أبوابها للمارّة وابن السبيل، وأن نُنْزِلَ من مَرَّ بنا من المسلمين ثلاثة أيام، نُطْعِمَهم الضيافة. ولا نُعَلِّم أولادنا القرآن، ولا نظهر شِرکا، ولا ندعو إليه أحدا من المسلمين. ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إذا أراد (٢)، وأن نُوَقّر المسلمين، ونقوم لأكابرهم من مجالسنا إذا أراد [الواحد منهم] الجلوس. ولا نتشبَّه بهم في شيء من ملبوسهم، حتى العامة والنعلين وفرق الشعر. ولا نتكلّم بكلامهم، ولا نكتنى بكناهم. ولا نركب السروج، ولا نتقلَّد السيوف، ولا نتَّخذ شيئًا من السلاح ولا نحمله. ولا ننقش على خواتمنا بالعربية، ولا نظهر بيع الخمر، ولا نجزّ مقادم رؤوسنا. وأن نَلْزمَ زيَّنا حيثما كُنَّا، وأن نشدَّ زنانيرنا على أوساطنا، وألا نُظهر صلباننا وكتبنا في شيء من مجالس المسلمين وأسواقهم وطرقهم. ولا نرفع أصواتنا بالقراءة (٣) في كنائسنا ولا غيرها بحضرة المسلمين، ولا نخرج في الشعانين (٤) والأعياد جمعا. ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في طرق المسلمين ولا أسواقهم، ولا نجاورهم بموتانا. ولا نَتّخذ من الرقيق من جرت عليه سهام المسلمين، ولا نَطّلع عليهم في منازلهم. ولا نضرب أحدا من المسلمين ولا نشتمهم، ولا نشتري شيئا من سبايا المسلمين. وأن نلزم أحكام حكام المسلمين فيما يجب علينا في الشريعة، ولا نحارب المسلمين، ولا نعين عليهم بوجه من الوجوه.

وقد شرطنا لَكم ذلك على أنفسنا وأهل مِلّتنا، وقبلنا عليه الأمان، على أن تعطونا ذمّة الله وذمّة المسلمين ألَّا يكلف أحدٌ منا ما لا طاقة له به، ولا غير ما شُرِط عليه، ولا يُظْلَم


(١) القلاية - وجمعها قلايا - بناء مرتفع ينفرد فيه راهب واحد، لينصرف إلى العبادة الانعزالية، وقد لا يكون للقلاية باب ظاهر، إمعانا في العزلة. (الخفاجي: شفاء الغليل، ص ١٦٦).
(٢) في الأصل "ارادوا".
(٣) في الأصل "بالقراة".
(٤) عيد الشعانين - ويطلق عليه أيضا عيد الزيتونة - أحد أعياد القبط في مصر، ويقع في سابع أحد من صومهم الكبير الذي يسبق عيد الفصح، وفيه يخرجون بسعف النخيل، ويرون أنه يوم ركوب المسيح بالقدس والناس بين يديه يسبحون، وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. (المقريزى: الخطط - طبعة النيل - ج ٢، ص ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>