للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِرْقٍ أَخَذَ [الْبَيْطَارُ] الْمِبْضَعَ بَيْنَ إصْبَعَيْهِ، وَجَعَلَ نِصَابَهُ فِي رَاحَتِهِ، وَأَخْرَجَ مِنْ رَأْسِهِ مِقْدَارَ نِصْفِ ظُفْرٍ، ثُمَّ فَتَحَ الْعِرْقَ تَعْلِيقًا (١) إلَى فَوْقٍ بِخِفَّةٍ وَرِفْقٍ. وَلَا يَضْرِبُ [الْبَيْطَارُ] الْعِرْقَ حَتَّى يَجُسَّهُ بِإِصْبَعِهِ، سِيَّمَا عُرُوقِ الْأَوْدَاجِ، [فَإِنَّهَا خَطِرَةٌ لِمُجَاوَرَتِهَا الْمَرِيءَ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ عُرُوقِ الْأَوْدَاجِ] (٢) خَنَقَ الدَّابَّةَ خَنْقًا شَدِيدًا، حَتَّى تَبْدُرَ (٣) عُرُوقُ الْأَوْدَاجِ، فَيَتَمَكَّنَ حِينَئِذٍ مِمَّا أَرَادَ.

فَصْلٌ :

وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ [الْبَيْطَارُ] (٤) خَبِيرًا بِعِلَلِ الدَّوَابِّ، وَمَعْرِفَةِ [مَا تَحْتَاجُ إلَيْهِ] (٥)، وَمَا يَحْدُثُ فِيهَا مِنْ الْعُيُوبِ، فَيَرْجِعُ النَّاسُ إلَيْهِ إذَا اخْتَلَفُوا فِي [عَيْبِ] (٦) الدَّابَّةِ. وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ فِي كِتَابِ الْبَيْطَرَةِ أَنَّ عِلَلَ الدَّوَابِّ ثَلَاثُمِائَةٍ وَعِشْرُونَ عِلَّةً، مِنْهَا الْخُنَّاقُ (٧)، [وَالْخُنَانُ (٨) الرَّطْبُ، وَالْخُنَانُ الْيَابِسُ، وَالْجُنُونُ] (٩)، وَفَسَادُ (١٠) الدِّمَاغِ، وَالصُّدَاعُ (١١)، وَالْحُمْرُ (١٢)،


(١) المقصود بذلك تعليق العرق إلى أعلا. (القاموس المحيط).
(٢) ما بين الخاصرتين وارد في ص، م، ل، هـ.
(٣) المقصود بذلك إظهار العروق. (القاموس المحيط).
(٤) الإضافة من ع.
(٥) ما بين الحاصرتين وارد في ص، م فقط.
(٦) ما بين الحاصرتين وارد في ل، هـ فقط.
(٧) الخناق ضيق في البلعوم. (الخوارزم: مفاتيح العلوم، ص ٩٧).
(٨) الخنان داء يصيب الدابة، يَتَسبَّب عنه مسيل القيح من المنخرين، والدموع من العينين.
(ابن الأحنف: کتاب البيطرة، ص ١٧٣)
(٩) ما بين الحاصرتين وارد في ص، م، ل، هـ.
(١٠) فساد الدماغ مرض يصيب الدابّة في رأسها، وأعراضه تنکيس الرأس وارتعاد الفرائص، واسترخاء الأذنين، والسَّهو فلا تستطيع الدابة أن تهتدى لما بين يديها. (كتاب في البيطرة. فصل في علل الدواب، انظر ما سبق، ص ٨٠، حاشية ٥).
(١١) الصداع داء يجعل الدابة منكسة الرأس، وعلى عينيها شبه الغشاوة. (ابن الأحنف: کتاب البيطرة، ص ١٨٥ - ١٨٦).
(١٢) الحمر علّة تصيب الدابة في صدرها، نتيجة الإفراط والتخمة من أكل الشعير أو شرب الماء عقب العمل. (ابن الأحنف: كتاب البيطرة، ص ١٣٥ - ١٣٦؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج ٢، ص ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>