للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاهَ؛ وَأَعْظَمُ مَضَارِّهَا صَبُّ الْمَاءِ الْحَارِّ عَلَى الْأَعْضَاءِ الضَّعِيفَةِ. وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ الْحَمَّامُ عَلَى الرِّيقِ وَالْخُلُوِّ (١)، فَتُجَفِّفُ تَجْفِيفًا شَدِيدًا، وَتَهْزِلُ [الْبَدَنَ] (٢) وَتُضْعِفُهُ (٣). وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ الْحَمَّامُ عَلَى قُرْبِ عَهْدٍ بِالشِّبَعِ، فَتُسَمِّنُ الْبَدَنَ، إلَّا أَنَّهَا تُحْدِثُ سَدَدًا (٤). وَأَجْوَدُ مَا اُسْتُعْمِلَ الْحَمَّامُ عَلَى الشِّبَعِ بَعْدَ الْهَضْمِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ يُرَطِّبُ الْبَدَنَ، [وَيُسَمِّنُهُ] (٥)، وَيُحَسِّنُ بَشَرَتَهُ.

فَصْلٌ :

وَيَنْبَغِي أَنْ يَأْمُرَهُمْ (٦) الْمُحْتَسِبُ بِغَسْلِ الْحَمَّامِ وَكَنْسِهَا وَتَنْظِيفِهَا بِالْمَاءِ الطَّاهِرِ، غَيْرِ مَاءِ الْغَسَّالَةِ، يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مِرَارًا فِي الْيَوْمِ. وَيُدَلِّكُونَ الْبَلَاطَ (٧) بِالْأَشْيَاءِ الْخَشِنَةِ، لِئَلَّا يَتَعَلَّقَ بِهِ (٨) السِّدْرُ (٩) وَالْخِطْمِيُّ (١٠) وَالصَّابُونُ، فَتَزْلَقُ أَرْجُلُ [النَّاسِ] (١١) عَلَيْهَا. وَيَغْسِلُونَ الْخِزَانَةَ مِنْ الْأَوْسَاخِ الْمُجْتَمَعَةِ فِي مَجَارِيهَا، وَالْعَكَرِ الرَّاكِدِ فِي أَسْفَلِهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً؛ لِأَنَّهَا إنْ تُرِكَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ تَغَيَّرَ الْمَاءُ فِيهَا فِي الطَّعْمِ وَالرَّائِحَةِ. وَإِذَا أَرَادَ الْقَيِّمُ الصُّعُودَ إلَى الْخِزَانَةِ لِفَتْحِ الْمَاءِ إلَى الْأَحْوَاضِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَغْسِلَ رِجْلَيْهِ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَصْعَدَ، لِئَلَّا يَكُونَ قَدْ خَاضَ فِي الْغَسَّالَاتِ. وَلَا يَسُدُّ الْأَنَابِيبَ بِشَعْرِ الْمَشَّاطَةِ، بَلْ يَسُدُّهَا بِاللِّيفِ وَالْخِرَقِ الطَّاهِرَةِ، لِيَخْرُجَ مِنْ الْخِلَافِ. وَيُشْعِلُ فِيهَا الْبَخُورَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، سِيَّمَا إذَا شَرَعَ فِي غَسْلِهَا وَكَنْسِهَا.

وَمَتَى بَرَدَتْ الْحَمَّامُ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُبَخِّرَهَا [الْقِيَمُ] بِالْخُزَامَى (١٢)، فَإِنَّ دُخَانَهَا (١٣)


(١) في س وكافة النسخ الأخرى "الخلا"، والواضح أن المقصود هنا هو الخلو من الطعام.
(٢) ما بين الحاصرتين وارد في ص، م فقط.
(٣) في س "تضعف"، وما أثبت بالمتن يتطلبه الأسلوب.
(٤) السدد هو الاحتباس والمنع في مجرى الدم. (. Dozy: Supp. Dict. Ar) .
(٥) ما بين الحاصرتين وارد في ص، ل، هـ فقط.
(٦) الضمير عائد على قَوَمة الحمّامات.
(٧) في س "البلاد"، وما هنا من سائر النسخ الأخرى.
(٨) في س "بها"، وما هنا من ع.
(٩) السدر شجر النبق، وكان يستخدم ورقه في الغسل. (لسان العرب).
(١٠) انظر ص ٦٠، حاشية ١.
(١١) الإضافة من النسخ الأخرى.
(١٢) الخزامى - ومفرده خزاماه - عشبة طويلة العيدان، طبية الرائحة. (الصعيدى: الإفصاح، ص ٦٢٩).
(١٣) في س "بخاره"، وما هنا من م، وهو الصحيح لغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>