قوْله تَعالَى:{فَتَرَى} الخطاب لكل من يتأتى خطابه لأَنَّ هذه الرّؤية ليست خاصةً بالرَّسول - صلى الله عليه وسلم -، وقوْله تَعالَى:{الْوَدْقَ} يعني المطر يعني حبات المطر تسمى ودقًا.
قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}؛ قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ:[أي وَسطِه]، وقيل من بينه: من بَيْنَ هذَا السَّحاب.
وقوْله تَعالَى:{فَتَرَى الْوَدْقَ}؛ إِذَا قَالَ قَائِلٌ: نحن لا نراها بأعيننا المجردة لا نرى أن المطر يتخلل هذَا السّحاب وينزل فيُقال أنَّه خبر صدق فيكون كالمشاهدة مَا دام أن الله تَعالَى أخبر بِهِ فإننا كأنما نشاهده بأعيننا ثمَّ أنَّه فِي الوقت الحاضر وجدت الآلات القوية الَّتِي يستطيع الإنسان بِها أن يرى كَيْفَ يخرج هذَا المطر: هذه النّقط من خلال السّحاب.
وقوْله تَعالَى:{فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [بالوَدقِ {مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}، هذه جملة شرطية {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ}{إِذَا هُمْ} تدُلّ عَلَى أن هؤلاء الذين أُصيبوا بالمطر أنهم فِي غاية الاشتياق إِلَيْهِ وَبها بمجرد مَا يصيبهم يحصل الاسْتِبْشَار، وقولنا بمجرد لَيْسَ نتيجة عن ترتب جواب الشّرط عَلَى فعل الشّرط ولَكِنَّهُ نتيجة لِذَلِكَ وزيادة أمر آخر وَهُوَ الإتيان بـ (إذا) الفجائية الَّتِي تدُلّ عَلَى المفاجئة والسُّرعة.
قُلْنَا: إن هذَا التّعبير يدل عَلَى أن هؤُلاءِ فِي غاية مَا يَكُون من الاشتياق إِلَى نزول الغيث وجه ذَلِك استبشارهم بمجرد الإصَابَة وليس استبشارا عاديا كترتب