قوْله تَعالَى:{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} إِلَى آخره (آتِ) بمعنى أَعْطِ لأنَّهَا من الرُّباعي، لو كانت من الثُّلاثي لكانت بمعنى جِئْ، لكنها من الرّباعي الَّذي بمعنى أَعْطَى.
وقوْله تَعالَى:{فَآتِ} الخطابُ مفردٌ، فهل هُوَ للرسول - صلى الله عليه وسلم - شخصيًا أو لكل مَنْ يتوجَّهُ إِلَيْهِ الخطابُ؟ للعُلَمَاء فِي هَذَا رأيانِ، إِلَّا مَا دل الدّليلُ عَلَى أنَّه خاصٌّ بالرَّسول - صلى الله عليه وسلم - فَهَذَا يختص بِهِ مثل قوْله تَعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} [الشرح: ١]، هَذَا خاصٌّ بالرَّسول - صلى الله عليه وسلم -، وقوْله تَعالَى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)} [الضحى: ٨]، (وجدك) أي الرَّسول لكِنَّهُ أغنى بك جميعَ من انتفع بهذا، ومثل قوْله تَعالَى:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة: ٦٧].
وقوْله تَعالَى:{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} صاحِبَ القرابةِ، وَلهذا قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله:[القرابة]، فالقُرْبى بمعنى القرابةِ {حَقَّهُ}؛ قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله:[مِنَ البِر وَالصلَةِ]، وأَحَقُّ النَّاسِ بِذَلِكَ الأُمُّ والأَبُ وإنْ عَلَوَا، وصلتُهما تُسمى بِرًّا؛ لأَنَّهُ يجب أن تكونَ أعلى من صلة غيرهما، و (البِرُّ) كثرةُ الخير، وصلة غيرهما تسمى صلة؛ لأَنَّ المقصود