قوْله تَعالَى:{وَابْنَ السَّبِيلِ}؛ قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ:[المُسَافِرُ مِنَ الصَّدَقَةِ وَأُمَّةُ النَبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تبَع لَهُ فِي ذَلِكَ]، وسُمِّيَ ابن سَبِيل لِمُلازمتِه لَهُ، والسّبيلُ الطّريقُ، وكل مَنْ لازمَ شَيْئًا يُسمى ابنًا لَهُ، قَالُوا كما يُقَال ابن الماءِ لطيره، طَيْرُ الماء يُسَمَّى ابنَ الماءِ، ويُقَال للرجل الَّذي يُكْثِرُ السَّفر فِي الليل ابن الليالي وما أشبهَ ذلك، فالابنُ لكل مَنْ لازمَ الشّيء، وقول المُفَسِّر رَحَمَهُ الله:[من الصّدقة]، هَذَا تفسير لحق المِسْكِين وابن السّبيل، وقيل المُرَادُ بابن السّبيل الضّيفُ لأَنَّهُ عابرُ سبيلٍ، ولكن الصّحيح أنه المسافر ويشمل الضّيف لأَنَّ الضّيف مسافر.
وقول المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ:[وأمة النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - تبع لَهُ فِي ذلك] أفادنا المُفَسِّر رَحَمَهُ الله بهذه الجملة أنَّ الخطابَ فِي قوْله تَعالَى: {فَآتِ} موجَّه للرسول - صلى الله عليه وسلم - شخصيًا والأمة