قال المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ: [{أَوَلَمْ يَرَوْا} يعلموا]؛ وَعَلَى هَذَا فالرُّؤية علمية ويؤيد تفسيرَ المُفَسِّر أنَّها جاءت فِي آياتِ أخرى {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا}، وَهِيَ فِي سورة الزُّمَر:{أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}[الزمر: ٥٢].
إِذَنْ: فأحسنُ مَا يُفَسَّرُ بِهِ القرآن هُوَ القرآن، وَهُوَ أعلى أنواع التّفسير، ويمكن أن يقال إنَّ لكل آية معنى فنفسر الرُّوْيةَ هُنَا برؤية البصرِ لا برؤية البصيرة التِي هِيَ العِلْم، ونفسرها هناك بالعِلْم كما هُوَ لفظُ الآية ويكونُ البسطُ والتّضييق معلومًا بالقلب مرئيًّا بالعين، فإنَّ الإنسانَ أيضًا يرى توسيع الرِّزقِ بعينه كما يعلمه أيضًا بقلبه.
وأيهما أعم، يعلمون أو يرون إِذَا لم يفسر {يَرَوْا} بـ {يَعْلَمُوا}؟
الجواب: العِلْم أعمُّ؛ لأَنَّ العِلْم قد يَكُون بالرُّؤية وقد يَكُون بالسَّماع، قد لا أرى أن الله بسَط الرِّزقَ لعباده وقدَّرَه لكنني أسمعُ أَنه فِي البلاد الفلانية فَقرٌ وفي البلاد الغنية غنى، وما أشبه ذَلِك، فالعِلْمُ أعم وَذَلِكَ لأَنَّ وسائلَ العِلْم متعددة بخلاف الرُّؤية فإن طريقها البصر، العِلْمُ كل الحواسِّ الخمسةِ المعروفة كلها توصل