أقم الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - أو لكل من يتوجه إِلَيْهِ الخطاب، وقد سبق توجيه القول الأول إِذَا جعلنا الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - فإما أنْ يكُونَ المُرَاد بِهِ الرَّسول نفسه وتكون أمته تبعًا لَهُ، وإما أن يُراد بِهِ الرَّسول والأمة، لكن خوطب بِهِ الرَّسول لأنَّهُ زعيمُهم وإمامهم.
وقوْله تَعالَى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} هل المُرَاد بالوجه الاتجاه أو المُرَاد الوجه الحسي الَّذي فِي الرّأس؟
الظّاهر أن المُرَاد الاتجاه؛ لأَنَّ الوجه يراد بِهِ الجهة كما قَالَ تعالى:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة: ١١٥] لأنَّهُ سبق أن فِيهَا قوليْن للمفسرين:
* قولٌ أن المُرَاد بِهِ وجه الله الحقيقي.
* وقول أن المُرَاد بِهِ الجهة.
ولا شك أن الوجه يراد بِهِ الجهة، وَإِذَا قلنا إن المُرَاد بالوجه الجهة، اتجاهك للدين شمل مَا إِذَا كَانَ الوجه الحسي فيما يطلب مِنْهُ الاتِّجاه للقبلة مثلًا.