قال المُفَسر - رحمه الله -: ["فَانْظُر إِلَى أَثَرِ" وفي قراءة {ءَاثر}].
قوْله تَعالَى:{فَانظُر} الخطاب لِلإِنْسَانِ لَيْسَ للرسول أي الخطاب لمن يتأتى خطابه، الرَسول - صلى الله عليه وسلم - وغيره لأنَّهُ قَالَ فِي الآية التِي قبلها {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} ثم قَالَ هُنَا {فَانظُر} أي انظر أيها الإنسان (إلى أثرِ رحمةِ الله) وفي قراءة يقول المُفسر: {آثَار}، والرّسم العثماني من فوائد التِزامه أنَّه لا يتغير بتغير القراءات {آثَارِ} عَلَى مقتضى قواعد الرّسم العصرية تكتب بألف بَيْنَ الثّاء والرّاء، لكنها عَلَى قواعد المصحف العثماني لا يكتب فِيها ألف (أثر) شاء وراء فتصلح (آثار) وتصلح (أثر).
وقوْله تَعالَى:{إِلَى آثَارِ} و (إلى أثر) لا فرق بَيْنَهُما فِي الجملة من حيث المعنَى لأَنَّ (آثار) مضاف فيفيد العُمُوم و (أثر) مضاف فيفيد العُمُوم أيضًا؛ لأَنَّ المفرد إِذَا أضيف أفاد العُمُوم فأثر وآثار من حيْثُ الجملة لا فرق بَيْنَهُما لأَنَّ قوله:(أثر رحمة الله) بمعنى آثار لكن الفرق بَيْنَهُما من حيْثُ المَعنَى الخاص أن أثر يشمل الجنس باعتباره شَيْئًا واحدًا، وأما آثار فتشمل الجنس باعتباره أنواعًا.