قُصْوَى، وكلاهما من ميزان واحدٍ؛ قال: لأن في القُصوى لغتين: قَصِيَ يَقْصَى، وقَصَا يَقْصُو، وفي الدنيا لغة واحدة، فبان الفرق بينهما، وأيضًا بناه على لفظ المذكر؛ لأن مذكره كان في الأصل (أدنو) فقلبت الواو ياءً فصار (أَدْنَي) فلما قُلِبت الواو ياءً في (أَفعل) هكذا، قُلِبت الواو ياءً في (فُعْلَى)، قال (دُنْيَا) بناه على لفظ المذكر. والعُلْيَا من (علوتُ) لأنهم يستثقلون الواو مع ضمّ الأول، وليس في هذا اختلاف، إلا ان أهل الحجاز قالوا:(الْقُصْوَى) فأظهروا الواو، وهو نادر، وغيرهم يقولون:(القُصْيَا).
٥٩ - قوله تعالى:(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)، أَنهم بسلامتهم الآن، فإنهم لا يعجزوننا فيما يستقبل من الأوقات وهو قوله:(إنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ). وقرأ حمزة وأهل الشام بالياء (وَلَا تحسَبَنَّ). قال الأخفش: معناه: لا يحسَبَنَّ النَّبيُّ الذينَ كَفروا سبقوا. وقرأ ابن عامر (أَنَّهُم) بفتح الألف على تقدير: لا يحسبنهم سبقوا لأنهم لا يفوتون.
٦٠ - قوله تعالى:(تُرْهِبُونَ بِهِ)، تُخِيفُونَ به. وقرأ يعقوب (تُرَهِّبُونَ بِهِ) بالتشديد وهما لغتان: أَرْهَبْتُه ورَهَّبْتُه به.