عام ١٩١٧، كما نشاهده اليوم في الجيش الفرنسي الذي قبس من الأزياء العسكرية الأمريكية ما يعرف بزي ( M.P) ، وصيره زيا له معرفا برمز ( P.M) .
ولقد يحدث هذا التشويه بسبب نكبات التاريخ في الملابس المدنية أيضا، ومما يذكر في هذا الباب ما لاحظه مستشرق كان قد ترجم للرحالة والمؤرخ الاجتماعي (أبي الفداء) الذي كان يدرس عادات وأخلاق قبائل الصقالبة، القاطنة على شواطىء (الفولجا)، فقال المستشرق في شأنه:(إن العرب كانوا يحبون إظهار عمائهم في كل مكان ... )
وربما كانت هذه الملاحظة صائبة، ولكن ليت شعري! .. ماذا يفعل أبو الفداء بعمامته اليوم، وقد فقدت عزها بعدما صارت منذ قرون تاجا لأجيال جاهلة مستعبدة؟.
وهل يا ترى نستمسك بالطربوش؟ ذلك اللباس الذي شوهته أجيال من الباشوات والخدم، الذين تطوعوا في صفوف الاستعمار!
نعم!. إنه لمن الغباوة أن ننكر اليوم مشكلة الزي المناسب لرجال النهضة ونسائها، ولكننا نكون أكثر غباوة إذا ما استلمنا في ذلك إلى التقليد البحت، بلا التفات إلى مقتضيات أحوالنا من حيث دستور الجمال، وضيقنا الاقتصادي، والقيام ببعض الواجبات كالصلاة مثلاً.