تخضع الحياة الاجتماعية لقانون (رد الفعل)، كما تخضع له الميكانيكا، وبما ان الاستعمار في نوعه هو ((فعل)) المدنية الحاضرة، تسلطت به على الشعوب المستعمرة، فلا غرابة إذن أن يكون لذلك الفعل في تلك الشعوب ((رد)).
وإننا اليوم لنرى هذا ((الرد)) بادياً في صور مختلفة من حياة العالم الاسلامي، وحري بنا أن نطلق على ذلك ((الرد)) الإسم الاصطلاحي الذي يعطينا له مدلولاً أوضح.
فمن المعلوم أن علم (البيولوجي) وعلم الاجتماع يُعَرِّفان هذا ((الرد)) بأنه: (اتجاه الفرد ونزوعه إلى التكيف مع الوسط الذي يعيش فيه)، ونعلم أيضا أن من قوانين التكيف ((غريزة التشبه والاقتداء)).
وبالفعل فإن أشكالاً جديدة من السلوك بدأنا نراها في الجزائر مثلا، وهي ليست من عاداتنا، وهي موجودة في سائر بلاد العروبة والاسلام.
فمن تلك الأشكال: تلك الأوضاع المثيرة التي تتخذها الفتاة لكي تلتفت إليها الأنظار، وتخفق لها القلوب. وذلك الشاب ذو الشعر الطويل الذي يتحاشى النطق بالراء فينطقها (غيناً).
ولو أننا حللنا حياة مجتمعنا لوجدنا فيه ألوانا جديدة تدل في جملتها على نزعات متباينة، واستمدادات فردية متنافرة، في مجتمع فقد توازنه القديم، ويبحث الآن عن توازن جديد.