للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان نصرانيًّا، فلما نزل خالدُ بن الوليد على الحِيرة تَحَصَّن منه أهلُها، فقال: ابعثوا إلىَّ رجُلًا مِن عُقلائكم، فبعثوا عبد المسيح، فأقبل يمشى حتَّى دنا مِن خالد، فقال: انْعَمْ صَباحًا أيُّها المَلِك.

فقال: قد أغْنانا اللهُ عن تحيّتك هذه! فمِن أين أقْصَى أثرِك أيها الشَّيخُ؟

فقال: مِن ظَهرِ أبى.

قال: فمِن أين خرجْتَ؟

قال: مِن بَطْنِ أُمِّى.

قال: فعلامَ أنت؟

قال: على الأرض.

قال: ففيم أنت؟

قال: فى ثيابى.

قال: أتَعْقِلُ؟ (١).

قال: إى والله وأُقَيِّدُ.

قال: ابْنُ كم أنت؟

قال: ابنُ رجلٍ واحد.

قال خالدٌ: ما رأيتُ كاليوم! أسألُه عن الشئ ويَنْحُو فى غيره.

فقال: ما أنْبأتُكَ إلَّا عمَّا سألتَنى.

فقال: أعَرَبٌ أنتم أم نَبَطٌ؟

قال: عَرَبٌ استَنْبَطْنا، ونَبَطٌ اسْتَعْرَبْنا.


(١) بعد هذا فى البيان وأمالى المرتضى: "لا عَقَلْتَ".

<<  <  ج: ص:  >  >>