للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحسن: ابن آدم، كيف تكون مؤمناً ولا يأمنك جارك؟ ابن آدم، كيف تكون مسلما ولا يسلم الناس منك؟ ابن آدم إنك لن تصيب حقيقة الإيمان في قلبك حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بإصلاح ذلك العيب، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيباً إلا وجدت آخر، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصَّة بدنك. وخَيْرُ عبادِ الله تعالى، من كان كذلك.

* * *

وقد سألني بعض أصحابنا (١) من أهل العلم والبصيرة أن أجمع كتاباً مشتملا على: ذكر مولد الشافعي، رحمه الله، ونسبه، وتعلمه وتعليمه، وتصرفه في العلم، وتصانيفه، واعتراف علماء دهره بفضله، وما يستدل به على كمال عقله، وزهده في الدنيا، وورعه، واشتهاره بخصال الخير، ومكارم الأخلاق في وقته، وبعد وفاته – فأجبته إلى مسألته اقتصاراً مني في ذكر معرفته بالفقه، وحسن مناظرته على تسمية تصانيفه، وطرف من حكاياته، دون ذكر كيفية تصرفه؛ فإن العلم به إنما يقع بالنظر في كتبه المصنَّفة في أصول الفقه.

ثم في «المبسوط» المَرْدُوْدِ إلى ترتيب المختصر.

ثم في «السنن» التي خرّجتُها على مسائل المبسوط في مائتي جزء وأكثر.

ثم بالنظر (٢) في كتاب «معرفة السنن والآثار» والذي أوردت فيه كلام


(١) في ح: «أصحابي».
(٢) في ح، ا: «ثم في النظر».