للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ يسّر وأعن ووفِّق

أخبرنا الإمامان: أبو عبد الله: محمد بن الفضل الْفُرَاوِيّ (١)، وأبو المُظَفّر: عبد المنعم بن عبد الكريم القُشَيْرِي (٢)، في كتابيهما، قالا: أنبأنا الإمام أبو بكر: أحمد بن الحسين البَيْهَقِيّ، قراءة عليه، قال:

الحمد لله [الأول] (٣) القديم، الربّ الرحيم، الذي ليس له في ذاته وصفاته نَظِيرٌ أو شَبِيه، ولا في ملكه وتدبيره عَدِيلٌ أو شريك، فهو الله الأَحَد الصَّمَد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كُفْوَاً أَحد.

والحمد لله الذي أنشأ الخلق بقدرته، وكرّم بني آدم بما شاء من نعمته، وبعث فيهم النّبيين والمرسلين، مبِّشرين بالجنة من أطاعه، ومُنْذِرين بالنّار من عصاه. وخصّنا بالنبي الأمي العربي، القرشي الهاشمي المكي، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. أرسله إلى كافة الخلق بين يَدَي السّاعة بشيراً ونذيراً،


(١) هو أبو عبد الله: محمد بن الفضل الفراوي، نسبة إلى فراوة، بلدة قرب خوارزم. تفرد برواية صحيح مسلم، وكان يعرف بفقيه الحرم؛ لأنه أقام بالحرمين مدة طويلة ينشر العلم ويسمع الحديث ويذكر الناس. ومن أشهر أساتذته إمام الحرمين.
ولد سنة ٤٤١ ومات سنة ٥٣٠ وترجمته في طبقات الشافعية للسبكي ٤/ ٩٢ - ٩٤ وشذرات الذهب ٤/ ٩٦ ومعجم البلدان ٦/ ٣٥٢.
(٢) ولد في سنة ٤٤٥ وتوفي سنة ٥٣٢ وترجمته في طبقات الشافعية للسبكي ٤/ ٢٦٤ والمنتظم ١٠/ ٧٥ وشذرات الذهب ٤/ ٩٩.
(٣) الزيادة من هـ، ح