ما يستدل به على شهادة أئمة المسلمين وعلمائهم للشافعي، رضي الله عنه، بالتقدم في العلم، واعترافهم له به، وحسن ثنائهم عليه، وجميل دعائهم له
* * *
فمنهم:
أبو عبد الله: مالك بن أنس الأصبحي: إمام أهل الحرمين، رحمة الله عليه.
أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس: محمد ابن يعقوب الأموي قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قال الشافعي: أنا قرأتُ على مالك فكان يعجبه قراءتي. قال أبي: لأنه كان فصيحا.
وذكرنا في باب رحلته إلى مالك: أنه لما سمع مالك كلام الشافعي نظر إليه ساعة - وكانت لمالك فراسة - فقال له: ما اسمك؟ قال: محمد. قال: يا محمد، اتق الله، واجتنب المعاصي؛ فإنه سيكون لك شأن. فقال: نعم وكرامة. وحين قرأ عليه «الموطأ» ظاهرا - كلما أراد أن يقطع أعجبه حُسن قراءته وإعرابه فيقول: يا فتى: زد. حتى قرأه عليه في أيام يسيرة.
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: قرأت في كتاب بعض فقهائنا بنيسابور: حدثنا العباس بن عبد الله الحيري قال: حدثنا أبو جعفر: محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: