للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب

ما يستدل به على رغبة علماء عصر الشافعيِّ ومَنْ بَعْدهم في كُتُبِه، والاقْتبَاس من عِلْمه، والانتفاع به، وحسن الثناء عليه

* * *

وذلك لانفراده من بين فُقَهاء الأمصار بحسن التأليف؛ فإن حسن التصنيف يكون بثلاثة أشياء:

أحدها: حسن النظم والترتيب.

والثاني: ذكر الحجج في المسائل، مع مراعاة الأصول.

والثالث: تَحَرِّي الإيجاز والاختصار فيما يؤلِّفه.

وكان قد خُصّ بجميع ذلك، رحمة الله عليه ورضوانه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد: الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، يقول: سمعت العُمَرِيّ، يقول: سمعت «الجاحظ» يقول: نظرت في كتب هؤلاء النَّابِغَة فلم أر أحسن تأليفاً من المُطَّلبي، كان فوه ينظم دُرًّا إلى دُرّ، ونظرت في كتب فلان فما شبهته إلا بكلام الرَّقَّائين (١) وأصحاب الحَيَّات.


(١) في ا: «الرقويين».