للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضي الله عنهما (١).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الفضل: الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، وأبو الفضل: محمد بن إبراهيم المزكي، فرقهما؛ قالا: حدثنا أبو أحمد: محمد ابن رَوح الأُستوائي، قال: سمعت الزُّبَيْر بن أحمدَ بن سليمان بن عاصم بنِ المنذر بن الزبير بن العوام، يقول: سمعت جماعةً من أصْحابِنَا يَقُصُّون هذا الخبر من أمر الشافعي، رضي الله عنه. ويزيد فيه بعضهم على بعض، ويحكى فيه بعضهم غيرَ ما يحكي بعض، وسمعت أشياء منهم على غير اقتصاصٍ من الخبر، إلا أنها تآلفت مع (٢) الخبر، فجمعت ذلك، ولم أخرج من معانيهم في كل ذلك ذكروا أن الشافعي، رحمه الله، قال.

طلبت هذا الأمر على ضيق من ذات اليد، كنت أجالس أهل العلم والحفظ ثم اشتهيت أن أُدَوِّن بعض ما أسمع، وكنا ننزل بالقرب من شعب الخَيْفِ بمكة، وكنت أتبع العظام والأكتاف (٣) وأكتب فيها، حتى جمعت من ذلك في دارنا حُبَّين. ثم عن رجلا من المُطَّلبيين ولى بعض ناحية اليمن، فمشت أمي إلى بني أعمامي، وسألتهم أن يمشوا إليه، ويسألوه استصحابي، ففعل ذلك، فصحبته إلى ناحية اليمن، وكان بها من قُوَّاد هارون رجل يقال له: حماد البربري


(١) راجع في هذا وفيما قبله حلية الأولياء ٩/ ٧٤ - ٧٧، ومناقب الشافعي للفخر ص ١٠٥ - ١٠٦، وآداب الشافعي وهامشه ص ١٦٠ - ١٦٣.
(٢) ليست في ا.
(٣) في الأصل. «والكتاف» وهو خطأ؛ فالأكتاف جمع كتف وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم. أما الكتاف فهو الحبل الذي يوثق به. ولا محل له هنا. راجع اللسان ١١/ ٢٠٢ - ٢٠٤.