للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعين سنة. وقد رويناه من وجه آخر، عن يحيى بن معين، عن يحيى ابن سعيد.

قال أحمد: ثم إنّ الشافعي، رحمه الله، حين خرج إلى «مصر» وصنف الكتب المصرية - أعاد تصنيف «كتاب الرسالة». وفي كل واحد منهما من بيان أصول الفقه ما لا يستغنى عنه أهل العلم.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، قال: حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله، قال:

حدثني «إسحاق بن راهويه» قال: كتبت إلى «أحمد بن حنبل»: أن أَنْفِذ إليَّ مِنْ كتب الشافعي ما تعلمه أحتاج إليه منها. فكتب إليَّ: لم أعلم ما تحتاج إليه منها فأُنْفِذَه، لكن (١) قد أنفذت إليك من كتبه كتاباً يدلك على عَوَامِّ أصول العلم - أو قال: على عوام أصول علمه - وأنفذ إليَّ كتابَ الرسالة (٢). فرأيت إسحاق كالمُؤَنِّبِ لأحمدَ يقول: لكنه لو كان هو الكاتب إليّ بمثل ما كتبتُ إليه، ثم كانت كتب الشافعي، رضي الله عنه، عندي لدريت ما يحتاج هو إليه منها فأنفذه.

وهذا يدل على أنه كان ينتظر أن يبعث إليه أحمدُ مع كتاب الرسالة غيرَه.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرني محمد بن محمد المسَافِرِي، قال: حدثنا محمد بن المُنْذِر، قال:


(١) ليست في ح، ولا في هـ.
(٢) راجع آداب الشافعي ٦٢ - ٦٣