للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما ترى لي من الكتب أنْ أنظر فيه لتفتح لي الآثار: رأى مالك؟ أو الثوري؟ أو الأوزاعي؟ فقال لي قولا أُجِلُّهم أنْ أَذْكُرَ لك (١). وقال: عليك بالشافعي؛ فإنه أكثرهم صواباً أو أتبعُهم للآثار - الشكُّ (٢) مني.

قلت لأحمد بن حنبل: فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين، أحب إليك؟ أم (٣) التي عندهم بمصر؟ قال: عليك بالكتب التي (٤) وضعها بمصر؛ فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يُحْكِمْهَا. ثم رجع إلى مصر فَأحْكَمَ ذلك (٥). فلما سمعت ذلك من أحمد، وكنت قبل ذلك عزمت على الرجوع إلى البلد، وتحدّث بذلك الناس - تركت ذلك، وعزمت على الرجوع إلى مصر (٦).

أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو الوليد الفقيه، قال: حدثنا إبراهيم بن محمود، قال: حدثنا أبو سليمان، قال: حدثنا أحمد بن القاسم: صاحب أبي عُبَيْد، قال:

أردت الخروج إلى مصر، فأتيت أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله، إني أريد الخروج إلى مصر فما تأمرني أن أكتب؟ قال: اكتب كتب الشافعي.


(١) في ح: «ذان» وفي هـ: «ذلك».
(٢) آداب الشافعي ٥٩ - ٦٠.
(٣) في ا: «أو».
(٤) في ا: «الذي».
(٥) في ا: «ذاك».
(٦) آداب الشافعي ٦٠.