للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقرأ رجل على الشافعي فلحن، فقال: أضْرَسْتَنِي.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي حاتم (١) - قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجَرَوِي (٢)، قال:

سمعت الشافعي يقول: خلّفت في العراق شيئاً يسمى «التغْبِير (٣)» وضعته الزنادقة، يشتغلون به عن القرآن (٤).

وقال غيره فيه عن الجَرَوِي: زِناً. وقال بعضهم فيه: تركت بالعراق شيئاً وضعته الزنادقة. هذه الألحان. أو كما قال.


(١) في هـ، ح «ابن أبي حازم» وهو خطأ.
(٢) هو أبو علي: الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجذامي، المعروف بالجروي، من أهل مصر. وثقة أبو حاتم، وقال الدارقطني: لم ير مثله فضلا وزهدا حمل من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه على في سنة ٢١٥ فلم يزل بها إلى أن توفي في رجب سنة ٢٥٧. وترجمته في تاريخ بغداد ٧/ ٣٣٧ - ٣٣٩، والجرح والتعديل ٢/ ١/٢٤، والأنساب ٣/ ٢٥٧ - ٢٥٩، وتهذيب التهذيب ٢/ ٢٩١ - ٢٩٢، وفي هـ: «الخزوي» وهو تحريف.
(٣) في اللسان ٦/ ١٠٧ «التهذيب: والمغبرة: قوم يغبرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرع، كما قال:
عبادك المغبرة ... رُشّ علينا المغفرة
قال الأزهري: وقد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله تغبيرا، كأنهم إذا تناشدوها بالألحان طرّبوا فرقّصوا وأرهجوا، فسموا مغبرة لهذا المعنى. قال الأزهري وروينا عن الشافعي أنه قال: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدوا عن ذكر الله وقراءة القرآن. وقال الزجاج. سموا مغبرين لتزهيدهم الناس في الفانية، وهي الدنيا وترغيبهم في الآخرة الباقية».
(٤) آداب الشافعي ومناقبه ٣٠٩ - ٣١٠ وحلية الأولياء ٩/ ١٤٦ وفي تلبيس إبليس ٢٣٠ «ويشغلون به الناس عن القرآن».