للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الحسن، فرفعت يدي عند الركوع وبعد الركوع، فلما سلَّمنا، قال لي محمد ابن الحسن: لم رفعت يديك؟ قلت: إعْظَاماً لجلال الله، عز وجل، واتباعاً لسنة رسولنا، صلى الله عليه وسلم، ورجاء لثواب الله.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، قال حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن محمد - قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حَرْمَلَة، قال: سمعت الشافعي يقول في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حيث قال لها: «اشْتَرِطِي لهم الوَلاَءَ (١)»: معناه: اشترطي عليهم الولاء، قال الله: {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ (٢)} يعني عليهم اللعنة (٣).

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس الأصم، قال: أنبأنا الربيع، قال:

قال الشافعي (٤): حديث يحيى بن سعيد، عن عَمْرةَ، عن عائشة - أثْبَتُ من حديث هشام. وأحسبه غلط في قوله: «واشترطي لهم الولاء» وأحسب حديث عَمْرة (٥) أنَّ عائشة كانت شرطت ذلك لهم بغير أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي ترى ذلك يجوز، فأَعْلَمَها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنها إن أعْتقَتْها فالولاء لها. وقال: لا يمنعك منها ما تقدّم من شَرْطِكِ،


(١) الأم ٤/ ٥٢، والسنن الكبرى ١٠/ ٢٥٩، ٣٣٦.
(٢) سورة الرعد ٢٥.
(٣) آداب الشافعي ١٥٨ والسنن الكبرى ١٠/ ٣٤٠.
(٤) في اختلاف الحديث بهامش الأم ٧/ ١٩٦ - ١٩٧.
(٥) في ح: «عمر» وهو تحريف.