للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله ما توهمته قط، ولأن يُبْتَلَى المرءُ بجميع ما نهى الله عنه خلا الشرك بالله، خير من أن يبتليه الله بالكلام (١).

قلت: إنما أراد الشافعي، رحمه الله، بهذا الكلام حفصاً وأمثاله من أهل البدع (٢). وهذا مراده بكل ما حكى عنه في ذمّ الكلام وذم أهله، غير أن بعض الرواة أطلقه، وبعضهم قيده، وفي تقييد من قيده دليل على مراده:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن حبان، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد، قال: سمعت أبا الوليد بن الجارود يقول:

دخل «حفص الفرد» على «الشافعي» فكلمه، ثم خرج إلينا الشافعي (٣) فقال لنا: لأن يلقى اللهَ العبدُ بذنوب مثل جبال تِهَامَة خير له من أن يلقاه باعتقاد حرف مما عليه هذا الرجل وأصحابه. وكان يقول بخلق القرآن.

وهذه الروايات تدل على مراده بما أطلق عنه فيما تقدم [(٤ وفيما لم يذكر هاهنا ٤)].

وكيف يكون كلام أهل السنة والجماعة مذموماً عنده وقد تكلم فيه،


(١) آداب الشافعي ومناقبه: ١٨٢.
(٢) في ح: «الأهواء».
(٣) في ا: «... على الشافعي. فقال له ...».
(٤) ما بين الرقمين ساقط من ح.