للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: حدثونا عن مشايخنا أن الشافعي قال: فذكر هذه الأبيات الثلاثة غير أنه قال: «حتى أغيَّب في الرمل».

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزّكِّي حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ أخبرني محمد بن محمد بن الأشعث، حدثنا الربيع قال: أنشدنا الشافعي رضي الله عنه:

يا راكباً قِف بالمُحَصَّبِ من مِنى ... واهتف بقاعد خِيفها والناهِض

سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى مِنى ... فَيضاً كمُلْتَطم الفُرَاتِ الفائض

إن كان رَفْضاً حبُّ آلِ محمدٍ ... فَلْيَشْهَدِ الثقلانِ أني رافضي (١)

وإنما قال هذه الأبيات حين نسبته الخوارج إلى الرفض حسداً وبَغْياً.

وقد روينا عن يونس بن عبد الأعلى: أن الشافعي كان إذا ذكر «الرافضة» عابهم أشد العيب ويقول: شر عصابة.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني الزبير بن عبد الواحد، حدثني أبو القاسم بن سلامة المصري، حدثني الحسن بن محمد بن الضحاك (٢) قال: أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العدل، قال: وجدت في كتابي: عن أحمد بن يوسف ابن تميم، حدثنا الربيع قال: أنشدنا الشافعي:

لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعا ... في الدين بالرأي لم تُبعث بها الرّسُلُ

حتى استخفّ بحق الله أكثرْهم ... وفي الذي حُمِّلوا من حقه شُغُلُ (٣)


(١) المناقب للفخر ص ٥١، وتاريخ دمشق ١٠/ ١٩١ - ب، وطبقات الشافعية: ١/ ٢٩٩.
(٢) في هامش ا: كتب الناسخ بعد هذا: سقط وبعده أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، قال:
(٣) تاريخ دمشق ١٠/ ١٩٠ - اوفيها: «قد نفر الناس حتى ..»