للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما ذاك من عجب به غير أنني ... أرى ترك بعض الشر للشر أقطعُ (١)

أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنشدني أبو سهل الفقيه، أنشدني أبو الحسين بن اللبان الفَرَضي للشافعي رحمه الله:

مَا حكَّ جلدَك مثلُ ظُفْرِك ... فتولَّ أنت جميعَ أمرِكْ

وإذا قصدت لحاجةٍ ... فاقصِد لِمعْتَرِفٍ بقدركْ (٢)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو عمرو: محمد بن أحمد الجوادي (٣) حدثنا أبو العباس: محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمران ابن عبد الله قال: سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم الزهري يقول:

وفد محمد بن إدريس الشافعي على رجل من قومه باليمن، كان بها أميراً فأقام عنده أياماً ثم سأله الرجوع إلى بلده فكتب إليه يعتذر وعرض عليه شيئاً يسيراً فكتب الشافعي رضي الله عنه بأبيات في ظهر رُقعته:

أتاني عذر منك في غير كُنْههِ ... كأنّك عن بِرِّي بِذَاكَ تحِيدُ (٤)

لسانُكَ هَشٌّ بالنَّوالِ ولا أرَى ... يمينك إن جاد اللِّسَانُ تجودُ

فإن قلت: لي بيتٌ وسِيطٌ وبَسْطَةٌ ... وأسلافُ صِدْقٍ قد مَضَوْا وجُدودُ

صَدَقْتَ ولكن أنتَ خرَّبتَ ما بَنَوْا ... بكفّيك عَمْداً والبنَاءُ جديدُ (٥)


(١) المناقب للرازي ١١٥.
(٢) المناقب للرازي ١١٥ - ١١٦، وتاريخ دمشق ١٠/ ٢٠٧ - ب.
(٣) في ا: «المجرادي».
(٤) في ا: «كأنك برى من نداك يحيد» وفي المناقب: «... في غير وقته» وفي تاريخ دمشق: «أتاني بر منك ..» وفي ح: «... يداك تحيد».
(٥) هذا البيت والذي قبله ليس في تاريخ دمشق. وفي المناقب: «صدقت ولكن ما بنوا أنت هادم».