للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجارتَنا إنا غريبان ها هنا ... وكلُّ غريبٍ للغريب نسيبُ

فإنْ تَصِلِينَا تَسْعدِي بمودَّتي ... وإنْ تَقْطعِينا فالغريبُ غريبُ

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر، سمعت محمد ابن يعقوب بن الحجاج الأديب يقول: وجدت في كتابي، عن المزني: أن الشافعي أملى عليه:

وأَكثِرَ من الإخوان ما اسْطَعْتَ إنهمْ ... بُطُونٌ إذا اسْتَنْجَدْتَهُمْ وظُهُورُ

وليسَ كثيراً ألفُ خِلٍّ لعاقلٍ ... وإنَّ عدوًّا واحداً لَكَثيرُ (١)

وأخبرنا أبو عبد الله، أخبرني أبو الفضل، أنشدني عبد الله بن أحمد بن خزيمة، أنشدني محمد بن الحسن للشافعي رحمه الله:

عواقبُ مكروهِ الأمورِ خيارُ ... وأيامُ شَرٍّ لا تدومُ قِصارُ

وليس بباقٍ بُؤْسُها ونَعِيمُها ... إذا كَرٍّ ليلٌ ثم كَرَّ نهارُ

قال: وقال الشافعي رحمه الله:

إذا شئتَ أنْ تَحْيَا فلا تكنْ ... على حالةٍ إلا رضيتَ بِدُونها (٢)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الفضل، سمعت تمام بن عبد الله


(١) من غير نسبة في «الصداقة والصديق» وفي محاضرات الأدباء ٢/ ٢ لمحمود الوراق، وفيها: «فما بكثير ألف خل وصاحب» وفي المناقب للرازي ١١٤: «وليس كثيراً ....» كما في الموشي ص ١٦/ ١٧ وهما منسوبان لعلي رضي الله عنه، وفي روضة العقلاء ص ٩٩ غير منسوبين. وانظرهما في التوالي ٧٤.
(٢) المناقب للرازي في الموضع السابق.