للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن عثمان البغدادي، حدثنا أبو رَوْق الهِزَّاني، حدثنا الرياشي: أنّ رجلا كتب رقعة يستفتي بها الشافعي:

ماذا تقول هداك الله في رَجل ... أمسى يحبّ عجوزاً بنت تسعين؟

فأحابه الشافعي رضي الله عنه:

نبكي عليه فقد حقّ البكاء له ... حبّ العجوز بترك الخُرّدِ العِيْنِ

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو سهل: محمد بن أحمد الفرائِضي، حدثني أبو يعلى العلوي، سمعت عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

كنت يوما عند الشافعي فجاءه أعرابي بيده رقعة، فتخطى رقاب الناس وناوله الرقعة، فنظر فيها الشافعي رضي الله عنه، فدعا بالدواة ووقع فيها بخطه. فتبعت الأعرابي وسألته النظر فيها فإذا فيها:

سَلِ المفتَى المكيَّ هل في تزاورٍ ... وضَمّةِ مُشْتَاقِ الفؤادِ جُنَاحُ

وإذا (١) فيها جواب الشافعي:

أقول معاذ الله أن يذهب التقَى ... تلاصُقُ أكبادٍ بِهِنَّ جِرَاحُ (٢)


(١) في ا: «فإذا فيها».
(٢) الكامل للمبرد ١/ ٢٤٩، وتزيين الأسواق ص ٧، وطبقات الشافعية ١/ ٣٠٣، والمختار من شعر بشار ص ٤٨ وفيه أن السائل للشافعي امرأة، ويقول مؤلفه أبو الطاهر: إسماعيل بن أحمد التجيبي: «وأنا أرتاب بهذه الحكاية عن الشافعي، على كثرة إسنادها إليه، وتعليقها به. على أنه قد وجه لها وجيه فقيل: المعنى: معاذ الله أن يفعل هذا تقي فيذهب تقاه فعله إياه، كقولك: معاذ الله أن تفعل فيسقط جاهك شرب وما أشبهه: أي معاذ الله أن تفعل فيسقط جاهك.
وفي هذا بعض الغموض فتنبه له. اهـ.
وفي روضة المحبين ص ١١٢ حكاية عن السمعاني: أن السؤال كان للشافعي، وقال: وذكر الخرائطي هذا السؤال والجواب عن عطاء بن أبي رباح، وأوله: سألت عطاء المكي. . .».