للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت الشافعي يقول: ما تُقُرِّب إلى الله بشيء بعد أداء الفرائض أفضل من طلب العلم.

أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، أنبأنا الحسن بن رشيق، إجازة، سمعت علي بن يعقوب بن سويد يقول: حدثنا الربيع بن سليمان [قال]: سمعت الشافعي يقول (١) ليونس بن عبد الأعلى: يا أبا موسى، عليك بالفقه؛ فإنه كالتفاح الشامي يحمل من عامه (٢).

وأخبرنا محمد بن الحسين، حدثنا عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن، أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر، حدثنا أبو يعقوب: إسحاق بن محمد الأنصاري، بصيدا، عن الحسن بن محمد الزعفراني قال:

سمعت الشافعي يقول: بقيت ست (٣) عشرة سنة، ما كان طعامي إلا رَخْفاً وتمراً آكل منه بقدر ما يقوم به جسدي، فقيل له: ما الذي أردت به يا أبا عبد الله؟ قال: أردت الحفظ للعلم والفقه، تركته لله فرزقني بعد ذلك.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني الحسين بن محمد الدّارمي، حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي حاتم - حدثني أبو بشر بن أحمد الدُّولابي في طريق مصر، أخبرني أبو بكر بن إدريس وَرَّاق الحُمْيدي.

أخبرني الحميدي، عن الشافعي قال: كنت يتيما في حجر أمي، ولم يكن معنا ما نعطي المعلم، وكان المعلم قد رضى مني أن أَخْلُفه إذا قام. فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث أو المسألة، وكان منزلنا بمكة في شِعْب الخَيْف، فكنت أنظر إلى العظم يلوح فأكتب فيه الحديث أو المسألة، وكانت لنا جَرَّة قديمة فإذا امتلأ العظم طرحتم في الجَرَّة (٤).


(١) في ا: «يقول: حدثنا الربيع بن سليمان، سمعت الشافعي يقول» وهو سهو من الناسخ.
(٢) الانتقاء ٨٤.
(٣) في ا: «ستة».
(٤) آداب الشافعي ومناقبه ٢٣ - ٢٤.