للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه أيضا أبو يعقوب بن يوسف بن أحمد المكي بن الدجيل عن محمد ابن الربيع الجيزي، عن ابن عبد الحكم، وزاد الخصال الثلاث التي أمر بها وهي في الرواية التي بعد هذه وزاد في أوله: «إلهي لك خضعت الأصوات».

أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: حدثنا علي بن أبي عمر (١) البلخي قال: حدثنا محمد بن أبي أحمد «القحطبي» (٢) قال: حدثنا عيينة بن عبد العزيز اليماني قال: سمعت عبد الله بن محمد البلوي قال:

جلسنا ذات يوم نتذاكر الزهاد والعباد والعلماء وما بلغ من زهدهم وفصاحتهم وعلمهم، فبينا نحن كذلك إذ دخل علينا عمر بن نباتة فقال: فيماذا تتحاورون؟ قلنا: نتذاكر الزهاد والعباد والعلماء وما بلغ من فصاحتهم فقال عمر والله ما رأيت رجلا قط أورع ولا أخشع ولا أفصح ولا أصبح ولا أسمح ولا أعلم ولا أكرم ولا أجمل ولا أنبل ولا أفضل من محمد بن إدريس الشافعي، خرجت أنا والحارث بن لبيد إلى الصفا. فذكر هذه الحكاية توافقها في المعنى غير أنه قال: «وولهت بك فُهوم المشتاقين» وقال: قال البلَوي: فخرجت إلى العراق. والأول لعله أصح وقال: يا هذا، أسبغ الوضوء؛ يسبغ الله عليك النعم (٣)، ويقيك النقم، وزاد ألا أزيدك؟ قلت: نعم. فقال: من كان فيه ثلاث خصال فقد أكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى عنه، وحافظ على حدود الله تعالى، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً، واصدق الله في جميع المواطن تنج مع الناجين. قال: ثم مضى. فسألت عنه فقالوا: هذا محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله.


(١) في ح: «عمرو».
(٢) في ح: «الحفطي».
(٣) في ح: «بالنعم».
(م ٢ - مناقب الشافعي جـ ٢)