للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيت تجبرك فأردت أن أتواضع لله. قال: خذوه فاذهبوا به إلى «عبد الواحد» - وكان على الشرطة - فقولوا له: يقول (١) لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى أن ينصرف (٢). قال: فلما خرج الشافعي دخل عليه فدعا به فضربه ثلاثين دِرَّة أو أربعين دِرَّة، فقال: هذا بما تخطّيت المسجد بالقَذَر، وصلّيت على غير الطهارة.

* * *

أما «السّماع» فأخبرنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سمعت عبد الله بن محمد بن علي بن زياد يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة يقول:

سمعت يونس بن عبد الأعلى (٣) يقول: سألت الشافعي عن إباحة أهل المدينة السماع؟

فقال الشافعي: لا أعلم أحداً من علماء الحجاز كره السماع، إلا ما كان منه في الأوصاف. وأما الحُدَاءُ وذِكْرُ الأطلال والمَرَابِع وتحسين الصوت بألحان (٤) الأشعار - فمباح.

قلت وقد نقلت إلى «كتاب المبسوط» ثم إلى «كتاب المعرفة» شرط الشافعي - رحمه الله - في السماع، من أراده رجع إليهما، إن شاء الله تعالى.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله: محمد بن العباس يقول:


(١) في ا: «فقال له: قال».
(٢) في ح: «انصرف».
(٣) في ا: «بن عبد الله»!
(٤) في هـ: «الصوت بالأشعار الحسان».
(م ١٤ - مناقب جـ ٢)