للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت «محمد بن عبد الله بن عبد الحكم» يقول: كنت أتردد إلى الشافعي فاجتمع قوم من أصحابنا إلى أبي فقالوا: يا أبا محمد، إن محمداً انقطع إلى هذا الرجل ويتردد إليه فيرى الناس أن هذا رغبة عن مذهب أصحابه، فجعل أبي يلاطفهم فيقول: هو حدث، وهو يحب النظر في اختلاف أقاويل الناس ومعرفة ذلك، ويقول في السر:

يا بني، الزم هذا الرجل؛ فإنه عسى أن يخرج يوما من هذا البلد فتقول. قال (١) ابن القاسم فيقال لك: مَن ابن القاسم؟ وذكر قصة في تصديق قول أبي.

وفي كتاب العاصمي: عن محمد بن رمضان، عن ابن عبد الحكم. فذكر هذه القصة، وقال عن «ابن عبد الحكم» أيضا: قال لي (٢) أبي حين قدم الشافعي: يا بني، عليك بالشافعي؛ فإِنك لو جاوزت هذا البلد فتكلمت في مسألة فقلت فيها: قال أشهب قيل لك: ومن أشهب؟ فلزمت الشافعي، وما زال كلام الشيخ في قلبي حتى خرجت إلى العراق، فكلّمني القاضي بحضرة جلسائه في مسألة فقلت فيها: قال أشهب عن مالك، [فقال: ومَن أشهب (٣)؟] وأقبل على جلسائه فقال بعضهم كالمنكر: ما أعرف أشهب ولا أبْلَق.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا سعيد: عمرو بن محمد بن منصور العدل يقول: سمعت أبا بكر: محمد بن إسحاق يقول:

ما رأيت أفقه في المسائل من «محمد بن عبد الله بن عبد الحكم».


(١) من ح.
(٢) من ح.
(٣) ما بين القوسين من ح.