للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن قصاراه على فرط ظنه ... فرق الذي أضحى له وهو جامع

ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده ... ولكن جمع العلم للمرء رافع

ألم تر آثار ابن إدريس بعده ... دَلائِلُها في المشكلات لوامع؟!

معالم يفنى الدهر وهي خوالد ... وتنْخفض الأعلام وهي روافع

مناهج فيها للهدى متصرَّفٌ ... موارد فيها للرشاد شرائع

ظواهرها حكم ومستنبطاتها ... لما حكم التفريق فيه جوامع

لرأي ابن إدريس ابن عم محمد ... ضياءٌ إذا ما أظلم الخطبُ صادع

إذا المعضلات المشكلات تشابهت ... سما منه نور في دجاهن ساطع

أبى الله إلا رفعه وعلوه ... وليس لما يُعليه ذُو العرش واضع

توخّى الهدى واستنفذتْهُ يد التقى ... من الزيغ إنّ الزيغ للمرء صارع

ولاذ بآثار النبي فحكمه ... كَحُكْم رسول الله في الناس شائع

وعوَّل في أحكامه وقضائه ... على ما قضى التنزيل والحق ناصع

بطئ عند الرأي المخوف التباسه ... إليه غذا لم يُخش لَبْسٌ مُسارع

وأنشا له منشيه من خير معدن ... خلائقَ هن الزهرات البوارع (١)

تسربل بالتقوى وأُيّد ناشئا ... وخُضّ بُلبّ الكَهْل مُذْ هُو يافع

وهذّب حتى لم تُشِر بفضيلة ... إذا التُمِسَت إلا إليه الأصابعُ

فمن يكُ علم الشافعي إمامَه ... فمرتعه في ساحة العلم واسع

سلام على قبر تضمن جسمه ... وجادت عليه المدجنات الهوامع


(١) في تاريخ بغداد: «الباهرات البوارع»