للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن سلام: "أجمع أصحابنا أن الأحمر كان أفرس الناس ببيت شعر"١، ويقول الأخفش: "لم أدرك أحدا أعلم بالشعر من خلف الأحمر الأصمعي"٢، ويقول أبو اليزيد: "أتيت بغداد حين قام المهدي محمد، فوافاها العلماء من كل بلدة بأنواع العلوم، فلم أر رجلا أفرس ببيت شعر من خلف"٣. ولكنهم مع الأسف يصفونه بأنه "كان يقول الشعر فيجيد، وربما نحله الشعراء المتقدمين، فلا يتميز من شعرهم لمشاكلة كلامه كلامهم"٤ ويقول أبو الطيب عبد الواحد اللغوي: "كان خلف يضع الشعر وينسبه إلى العرب فلا يُعرف"٥، ويذكر ابن قتيبة أنه "كان يقول الشعر وينحله المتقدمين"٦، ويقول ابن عبد ربه: "وكان خلف مع روايته وحفظه يقول الشعر فيحسن وينحله الشعراء"٧، ويذكر ابن النديم عنه أنه "كان شاعرا يعمل الشعر على لسان العرب وينحله إياهم"٨، بل إنه هو نفسه يصرح بهذا ففي بعض الأخبار أنه قال: "كنت آخذ من حماد الرواية الصحيح من أشعار العرب، وأعطيه المنحول فيقبل ذلك مني، ويدخله في أشعارها"٩.

ومعنى هذا أننا أمام "مزيف" بارع يعرف أساليب العرب في الشعر ويقلدها ثم يحملها عليهم، فلا يكادون يميزونها، وهنا موطن الخطر، فلو لم يكن خلف على هذه البراعة، لاستطاع القدماء، ولاستطعنا نحن أيضا، أن نعرف ما هو صحيح النسبة إلى أصحابه مما يرويه من الشعر وما هو منحول عليهم.


١ ياقوت: معجم الأدباء ١١/ ٦٧.
٢ المصدر السابق ١١/ ٦٧.
٣ ابن النديم: الفهرست/ ٥٤.
٤ ابن الأنباري: نزهة الألباء في طبقات الأدباء/ ٦٩، ٧٠.
٥ ياقوت: معجم الأدباء ١١/ ٦٨.
٦ الشعر والشعراء/ ٤٩٧.
٧ العقد الفريد ٥/ ٣٠٧.
٨ الفهرست/ ٥٠.
٩ الأغاني ٦/ ٩٢.

<<  <   >  >>