للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبط شرا وهو:

إن بالشعب الذي دون سلع ... لقتيلا دمه ما يطل

لخلف الأحمر، وإنه نحله إياه"١. ويقول التبريزي في صراحة عن هذا الشعر: "وذكر أنه لخلف الأحمر، وهو الصحيح"٢. وكذلك يفعل ابن قتيبة إذ يذكر في صراحة لا تحتمل شكا أن قائل هذه القصيدة هو خلف، وهو يذكر هذا في ترجمته له٣.

ومعنى هذا أن القدماء لم يتفقوا على نسبتها إلى أحد من الشعراء الصعاليك، وإنما كان اختلافهم في هذا اختلافا عريضا، وأنهم يقفون منها موقف المتشكك في صحة نسبتها إلى أي من الشعراء الصعاليك، بل إن بعض من يعتد برأيهم يصرحون في قوة بأنها لخلف.

ولكنا نعود فنقف أمام نص الخالديين في حماستهما يذكران فيه -بعد أن ذكرا هذه القصيدة منسوبة إلى الشنفرى- "وقد زعم قوم من العلماء أن الشعر الذي كتبنا للشنفرى هو لخلف الأحمر، وهو غلط"٤، ثم يرويان خبرا طويلا٥ عن الصولي عن أبي العيناء عن العتبي في إثبات هذا، خلاصته أن العتبي كان جالسا يوما بالمربد مع "جماعة من أهل الأدب" ومعهم خلف الأحمر يتذاكرون "أشعار العرب"، ثم أخذ خلف ينشدهم قصيدة له على روي هذه اللامية وقافيتها "يذكر فيها ولد أمير المؤمنين عليهم الرحمة وما نالهم وجرى عليهم من الظلم"؛ إذ هجم عليهم الأصمعي، وكان منحرفا عن أهل البيت، فقطع خلف قصيدته، ودخل في هذه اللامية، ولم يكن في الجماعة "أحد عرف هذا الشعر ولا رواه للشنفرى"، فلما انصرف الأصمعي أقبلوا على خلف ينظرون سرعة بديهته، ومقدرته على الارتجال، ولكنه قال لهم


١ العقد الفريد ٥/ ٣٠٧.
٢ شرح حماسة أبي تمام ٢/ ١٦٠.
٣ الشعر والشعراء/ ٤٩٧.
٤ ورقة رقم ٢٥٠ "مخطوطة".
٥ من ورقة رقم ٢٥١ - إلى ورقة رقم ٢٥٤.

<<  <   >  >>