للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهنا نصل إلى مظهر آخر من مظاهر حرص الشعراء الصعاليك على التفاصيل، وهو اهتمامهم "بظاهرة اللون". وقد رأينا الأعلم حريصا على تسجيل سواد الضباع وتلك الدوائر التي يخالف لونها سائر لون الأرجل، كما رأينا في الفصل السابق اهتمام الشعراء الصعاليك بلون القوس. والحق أن الشعراء الصعاليك قد اهتموا بألوان كل أسلحتهم تقريبا، وفرقوا بينها في دقة رائعة تستحق الإعجاب، فالسيف أبيض١، والقدح أحمر، والسهم والنصل أزرقان٣، والرمح والترس أسمران٤، والقوس إما صفراء وإما حمراء. وإلى جانب هذا نجد الظباء البيض عند حاجز٥، والإبل الدهم عند أبي خراش٦، والحصان الأشقر عند تأبط شرا٧، والخيل الحو والكمت عند قيس بن الحدادية٨، ونجد الدم الحالك عند أبي خراش٩ والعصابة الحمر


١ الحديث عن بياض السيف كثيرا جدا في شعر الصعاليك، وفي الشعر العربي عامة، وحسبنا أن نشير هنا إلى بعض المواضع التي ورد فيها في شعر الصعاليك "حسام كلون الملح أبيض صارم" "عمرو بن براقة: أمالي القالي ٢/ ١٢٢". "وطارت بأبيض صارم"، "حسام كلون الملح صاف حديده" "الشنفرى: المفضليات/ ٢٠٥". "بكفي من المأثور كالملح لونه" "عروة: ديوانه/ ١٧٨". "بيض خفاف ذات لون مشهر" "عروة: المصدر السابق/ ٨٤".
٢ "أركبها في كل أحمر غاثر" "الشنفرى: ديوانه في الطرائف الأدبية/ ٣٨".
٣ "بأزرق لا نكس ولا متعرج" "الشنفرى: المصدر السابق/ ٣٤، وديوانه المصور لوحة رقم ٥٢". "رماح من الخطي زرق نصالها" "أبو خراش: ديوان الهزليين ٢/ ١٢٤".
٤ "وأسمر خطي" "حاجز: الأغاني ١٢/ ٥٠ بولاق". "سمر القنا" "تأبط: الأغاني ١٨/ ٢١٤" - "وأسمر خطي القناة" "عروة: ديوانه/ ٢٠٧". "وأسمر مجنا من جلد ثور" "ذو الكلب؛ شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٣٥".
٥ "ترى البيض يركض المجاسد بالضحى" "الأغاني ١٢/ ٥١ بولاق".
٦ "كأجواز المقرنة الدهم" "ديوان الهذليين القسم الثاني / ١٣٠".
٧ "وأشقر غيداق الجراء" "ديوان الشنفرى في الطرائف الأدبية / ٢٨".
٨ "رميناهم بالحو والكمت" "الأغاني ١٣/ ٥ بولاق".
٩
ولا بطلا إذا الكماة تزينوا ... لدى غمرات الموت بالحالك القدم
"ديوان الهذليين القسم الثاني / ١٢٦".

<<  <   >  >>