الثامن والثلاثون نقفور بن استبراق ملك سبع سنين وثلاثة أشهر في أيام الرشيد وهلك في أول خلافة الأمين وقيل إنه كان من ولد جفنة من غسان ممن تنصر آباؤه وقيل بل من ولد متنصرة إياد الذين دخلوا في أرض الروم من بلاد الجزيرة في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وبايع لابنه استبراق بالملك بعده ولم يعهد هذا فيمن سلف من ملوك الروم، وكانت كتبه تصدر من نقفور واستبراق ملكي الروم، وكانت ملوك الروم قبله تحلق لحاها، وكذلك ملوك الفرس لأمور قد ذكرناها في غير هذا الكتاب فأبى ذلك نقفور وقال هذا تغيير لحق البارئ سبحانه، وكانت مرتبته قبل أن يلي الملك لغثيط وهي ولاية ديوان الخراج.
وكانت ملوك الروم تكتب على كتبها من فلان ملك النصرانية فغير ذلك نقفور وكتب ملك الروم، وقال هذا كذب ليس أنا ملك النصرانية أنا ملك الروم والملوك لا تكذب، وأنكر على الروم تسميتهم العرب «ساراقينوس» تفسير ذلك عبيد سارة طعنا منهم على هاجر وابنها إسماعيل، وانها كانت أمة لسارة وقال تسميتهم عبيد سارة كذب، والروم الى هذا الوقت تسمى العرب ساراقينوس وكان مقتل نقفور في حرب كانت بينه وبين برجان في سنة ١٩٣، وقد أتينا على أخباره مع الرشيد وحروبه لبرجان وقتلهم إياه وغير ذلك من أخباره في كتاب (مروج الذهب، ومعادن الجوهر) التاسع والثلاثون استبراق بن نقفور بن استبراق ملك شهرين.
الأربعون ميخائيل بن جورجس وكان ابن عم نقفور وصهره ملك سنتين في أيام الأمين وقيل أكثر من ذلك فوثب به أليون المعروف بالبطريق وغلب على الأمر وأقام ميخائيل قبله مخفيا أمره، وأشاع هلكه بعد أن ناله بأنواع المكاره.